سيد ابو اليزيد
بدون إحراج .. نفحات رمضانية
يبدو أن نفحات وخيرات الأيام الأولي من شهر رمضان الكريم بدأت تهل وتمتد لطلاب جامعة الأزهر حتي ولو جاءت من الخارج لتساعدهم في الوصول للعالمية من خلال برنامج المنح الدراسية المقررة لهم من بريطانيا حيث تبلغ قيمة كل منحة دراسية حوالي نحو 150 ألف جنيه استرليني لكل طالب يتم ترشيحه.
* ولكن كالعادة يتم استغلال سماحة وبركات الشهر الكريم والفضيل للتوسع في الترويج الإعلاني لحملات التبرع لهذه المنح بدعوة رجال الأعمال وأهل الخير للانضمام للحملة لجمع ما يصل إلي نحو مليوني جنيه استرليني لتوفير 15 منحة دراسية إضافية علي مدار الأعوام القادمة وحتي 2025!!
* ومن الأهمية ان ندرك ان من يقود ويرعي حملة جمع التبرعات للمنح الدراسية هو صاحب السمو الملكي أمير ويلز والحاصل علي درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الأزهر!!
* وربما تستهدف مثل هذه المنح اعداد قادة المستقبل من شباب رجال الدين للمشاركة بأفكارهم مستقبلاً في نشر مبادئ التسامح الديني وجهود مكافحة التطرف من خلال التواجد بجلسات التأمل والتفكير بين كبار العلماء من المسلمين والمسيحيين ومساعدة طلاب الأزهر في التعبير عن أنفسهم بالدوائر الدولية والمساعدة في تحقيق فهم واعي عالمي أكبر للإسلام والثقافة المصرية.
* وأبرز ما استوقفني في دور السفارة البريطانية لدعم طلاب الأزهر لتيسير وتسهيل الحصول علي المنح الدراسية ما كشفه جون كاسن السفير البريطاني بالقاهرة من ان الدبلوماسية طالما عاملت الدين بوصفه "معضلة" مؤكداً أنه حان الوقت لكي يعلم الجميع بأن العالم يحتاج إلي رجال الدين لتزويدهم بالحلول والموارد والمصادر الهامة!!
* كما انه من أبرز ما لفت انتباهي ببرنامج المنح لنيل شهادة الدكتوراه من الجامعات البريطانية في مجال القانون الدولي ان هذه الجامعات وطبقاً لما تلقيته من المكتب الاعلامي للسفارة انها "رائدة" في دراسات الشريعة الإسلامية وبالتالي هناك مشاريع بحثية سوف يتم مناقشتها بتاريخ التحالفات المسيحية والإسلامية.
* بالتأكيد عندما يتم التفكير في التعاون بين جامعة الأزهر والجهات البريطانية المختصة ومن بينها الجامعات البريطانية التي تنافسها في تدريس الشريعة الإسلامية بالخارج.. انما يستهدف تأصيل روابط أعمق بين المجتمع المصري والبريطاني واعداد جيل قادم من القادة الدينيين تتوافر لديهم الرؤية الشاملة لبناء حوار بين الأديان لمواجهة ظاهرة التطرف وفتح الأبواب أمام مجتمع أكثر تسامحاً وسلاماً في العالم بأكمله وبحيث تسود "ثقافة السلام" بدلاً من ثقافة العنف والتعصب والعنصرية مما خلق نوعاً من التوتر والغليان في بقاع مختلفة من الكرة الارضية بسبب ما تتعرض له عدد من الشعوب لظلم فادح واقع عليهم وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الاعزل لإعلان دولته المستقلة علي حدود اراضي 1967 المحتلة وسط تغافل وسكوت الضمير العالمي عن مساندة حقوقه المشروعة!!