عصام الشيخ
كلام في الهوا .. حكايات رمضانية "2"
.. ونحن نحتفل بذكري انتصار مصر وجيشها وشعبها علي اسرائيل في حرب اكتوبر والمعروفة ايضا بـ "العاشرمن رمضان" . والتي انعكست نتائجها المذهلة ليس علي المنطقة فقط بل امتدت اثارها. ونتائجها ليس في اعادة رسم خريطة المنطقة العربية. والشرق الاوسط بالكامل. بل امتد لكثير من ترتيبات موازين القوي العسكرية والسياسية للدول الكبري . وهو ما يعكس خطورة قيام "المارد المصري" من غفوته - هذا مازال يخشاه الكثير من اللاعبين - الذين قاموا ومازالوا يقومون بادوار . ومحاولات لاضعاف الدولة المصرية وشعبها. هذه المقدمة لابد من اثارتها قبل ان نتذكر بعضا من الحكايات الرمضانية وهي الي حد ما تتعلق ايضا بذكري العاشر من رمضان..
ففي اثناء الحرب كنت "طالبا في الثانوية العامة". وفي ذلك الوقت كانت كل المدارس تدرس التربية العسكرية. وكان 95% من الطلاب علي يقين بأهمية التربية العسكرية. ودورهم في مواجهة العدو في حالة قيام الحرب.. حيث كنا نتدرب علي اطلاق النار في ميادين الرماية بانواع البنادق المختلفة. كما كان في نهاية العام يتم اجراء المسابقات بين المدارس علي مستوي محافظات الجمهورية لاختيار افضل المدارس والرماة - كانت الروح الوطنية والاحساس بالوطن والانتماء له "سمة جيلنا" الذي تربي علي تحية العلم وطابور الصباح ... بل كان هناك ما يعرف باسم الجيش الشعبي . وهو مكون ممن هم الاكبر سنا وخبرة . والكل يتم تدريبه وتأهيله ليكونوا جاهزين للحرب اذا امتد نطاقها - مثلما حدث في مدينة السويس اثناء اكتوبر- ايضا لم يكن هناك فروق اجتماعية واقتصادية كبيرة. ورغم التفاوت الاجتماعي بين طبقات المجتمع . واقتصاديا فان غالبية الشعب المصري بمن فيهم - الطبقة البرجوازية - وقود التنمية لم يشعروا بهذا التفاوت .. فالكل كانت ازالة آثار العدوان "هدفه وحلمه" فكلهم "مصريين" پلاطبقية ولا حزبية ولا فئوية.
نعود للحكايات في نفس وقت الحرب كنت عضوا في فريق الجوالة التابع لجمعية الشبان المسلمين بمنطقة بين السرايات- هي جمعية خدمية ليس لها علاقة من قريب او بعيد بالجماعة اياهم - وكان قائد عشيرة الجوالة المهندس محسن موسي محفوظ - استشاري عمارة - الله اعلم اين هو الان- وعليه. اثناء الحرب كان هناك معسكر للعشيرة بحديقة الجمعية لمدة ثلاثة ايام. واثناء ذلك بدأت اخبار وصول جرحي حرب اكتوبر الي المستشفيات الحكومية ومع زيادة حدة المعارك واستخدام اسرائيل "للنابالم " - محرم دوليا في ذلك الوقت- پلمواجهة صقور القوات المسلحة الذين عبروا القناة وتوغلوا داخل سيناء وتدمير مواقع العدو الاسرائيلي الذي كان يعلن للعالم اجمع بانه لا يقهر. وهي الاسطورة التي قضي عليها . وحطمها الجيش المصري ومن ورائه الشعب.. المهم كان القرار بان ننظم زيارات للجرحي وكانت التجربة مثيرة وتشعرنا بالفخر عندما جلسنا مع المصابين ليرووا لنا كيف كانت المعركة؟ وكيف اصيبوا؟ وماذا دمروا من اسلحة للعدو . ونحن فخورون وحريصون علي تسجيل شهاداتهم لابلاغها لاصدقائنا في المدارس والفصول.... الزيارات لم تقتصر علي المستشفيات. بل امتدت للمدينة الجامعية التي تحولت الي "مستشفي ميداني" ان جاز التعبير . وعليه ذهبنا ونظمنا للمصابين "حفل سمر" داخل المدينة پوكانت ليلة مازالت في الذاكرة حتي الان رغم انها حدثت في 1973.. الجميع كان في حالة عشق للوطن والمقاتل المصري.. وللحديث بقية.