منذ عقود مضت إستطاع الباحثون تصميم طريقة حيوية تستخدم فيها البكتريا للتعرف علي بعض المؤشرات مثل الملوثات البيئية والعلامات المرضية، وفيها تُستخدم شرائط مشبعة بالبكتريا التي تصدر ضوء عندما تجد وتلامس الهدف التي المحفز، لكن تكمن في أن تلك التقنيات تحتاج إلي أجهزة خاصة لقياس الضوء والذي يترجم لقراءة تفيد بوجود تلوث أو مرض من عدمه.
في الوقت الحالي لا يزال يستخدم المنظار لتشخيص حالات النزيف خاصة الناتج عن القرح التي تصيب المعدة، لكن في تلك الحالة غالباً ما يخضع المريض للتخدير، وهو ما قد يكون في غير صالح بعض الحالات المرضية.
جهاز الإستشعار الجديد بديل المنظار، قام بتصميمه باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT وهوعبارة عن بكتريا موضوعة علي رقيقة إلكترونية، تترجم إستجابة البكتريا للنزيف أي الإشارات الحيوية في صورة إشارات لا سلكية يمكن قراءتها في وقتها عن طريق هاتف ذكي. هذا البحث منشورفي مجلة العلوم Science بتاريخ 24 مايو 2018.
هذا الجهاز الجديد وهو أداة إستشعار sensor عبارة عن كبسولة في صورة إسطوانة طولها واحد ونصف بوصة، فيها سلالة من بكتريا القولون "إيشيريشيا E.coli " بروبيوتك تم هندستها للتعبير خلال دائرة جينية، تجعل البكتريا تبعث-تصدر-ضوء عندما تلامس الهيم heme وهو أحد مكونات الدم. توضع البكتريا بجهاز الإستشعارالجديد في أربعة حفر wells تغطي بغشاء شبه منفذ، بحيث يسمح للجزيئات الصغيرة الموجودة في الوسط المحيط بالنفاذ أو التسرب من خلاله. تحت كل حفرة يوضع ترانسزستور ضوئي يمكنه قياس كمية الضوء الناتجة من البكتريا، والذي يتبادل المعلومات مع معالج دقيق microprocessor ، ويقوم هذا المعالج بدوره بإرسال إشارة لا سلكية بها تطبيق أندرويد Android app لتحليل وتفسير تلك المعلومات في وقت وجيز مقارنة بالطرق التقليدية. يحتاج جهاز الإستشعار الجديد هذا إلي طاقة ضئيلة جداً "ميكرووات" بها بطارية 2,7 فولت، يمكنها تزويد الجهاز بالطاقة مدة تكفي حوالي شهر ونصف في حالة إستعماله بإستمرار، هذا إضافة إلي إمكانية شحنه بإستخدام حامض المعدة عند وجوده فيها.
يسعي ويخطط الباحثون للتقليل من حجم هذا الجهاز الجديد sensor وكذلك البحث عن كيفية جعل البكتريا قادرة علي العيش في القناة الهضمية ومقاومة الظروف الصعبة التي تعطل عملها، كما يأمل الباحثون أيضاً لتطوير أجهزة إستشعار تستخدم فيها البكتريا وقادرة علي العمل وتشخيص حالات مرضية أخري غير النزيف تصيب الجهاز الهضمي.