جلال عارف
رمضان كريم وجميل «١٠» الإبداع صناعة مصرية !!
في الصميم
عندما أصبح التليفزيون هو الوسيلة الإعلامية الأولي في مصر، كان ذلك في البداية مع قيادات تربت في أحضان الإذاعة وورثت أدبيات الإعلام وعرفت قيمة الإبداع. وظل ذلك لفترة طويلة كان فيها وجود أمثال سعد لبيب وصلاح زكي وسميرة الكيلاني وسامية صادق وغيرهم من النجوم اللامعة والدارسة والمثقفة والموهوبة يكفل للتليفزيون المصري أن يحقق كل المهام المطلوبة من تليفزيون محترم وكبير .
كان مذيعو الأخبار والبرامج السياسية هم النجوم. وكانت برامج المنوعات لا تخاصم العقل ولا تعادي الثقافة. وكانت الثقافة في التليفزيون بحجم إطلالات طه حسين والعقاد وحسين فوزي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس .
وعندما أصبح هناك موسم رمضاني كان التوازن حاضرا، وكانت الوجبة التليفزيونية الرمضانية تصنع بمهارة ومهنية عالية، وكان احترام المشاهد أساسيا. وبدون إسراف أو ابتذال قدم التليفزيون البرامج الدينية والثقافية، بجانب الدراما التليفزيونية والفنون الاستعراضية التي بلغت ذروتها مع الفوازير .
وبإمكانيات مادية قليلة وصل التليفزيون إلي الذروة ورأينا كيف كانت شوارع المدن العربية تخلو مع إذاعة حلقات مسلسلات مثل »رأفت الهجان» أو »ليالي الحلمية» أو »بوابة الحلواني». ورأينا كيف كانت العائلة كلها تجتمع مع ابتسامة في مسلسل كوميدي، أو مع متعة الاستعراض، أو مع حوار لمبدع في قامة طه حسين ورفاقه وأبنائه من صفوة المثقفين .
كان المبدعون بلا شك، يناضلون علي الدوام من أجل إبداع أجمل ومن أجل مساحات أكبر للحرية. لكنهم ظلوا متمسكين برؤية وطنية شاملة. وظلوا علي الدوام جزءا أصيلا من حركة الإصلاح.. يواجهون حملات المتخلفين وحروب تجار الأديان.. بالمزيد من الإبداع، والمزيد من الانحياز للناس وللفن وللحياة والمستقبل .
أين نحن من ذلك؟.. هذا حديث آخر.. ورمضان كريم .