صلاح عطية
الحساب قادم .. قادم .. هل يستطيع أحد في ألمانيا المطالبة بالصلح مع النازيين؟!!
بل وهل يستطيع أحد من هؤلاء النازيين أن يرفع علامة النازي.. الصليب المعقوف.. إذا استطاع الظهور علناً؟!!
لا أحد في ألمانيا يمكن أن يجرؤ علي أن يطلب هذا.. فضلاً عن أن يفكر مجرد التفكير فيه.. كانت فترة النازي فترة سوداء في تاريخ ألمانيا.. كما كانت فترة حكم الإخوان لمصر فترة سوداء في تاريخ مصر.. ولا أريد أن أدخل في مقارنة بين النازي والإخوان.. ولكن فقط أشير هنا إلي كيفية التعامل في ألمانيا مع هذا الحزب المحظور. والـمُجَـرَّم سواء من النازيين القدامي أو الجدد.. وأن مجرد إظهار علامة الصليب المعقوف كفيلة بجر مَن يظهرها إلي السجن. حتي ولو كانت في بيته. ولا يراها أحد غيره.
أما هنا فالأمور سداح مداح.. بل تمادينا في الكرم مع هذه العصابة الباغية.. فتجرأوا علي رفع علامة رابعة.. وتجرأوا علي تحريض أتباعهم وأنصارهم و"المتعاطفين" معهم علي رفع مطالبات الصلح. والمشاركة في سيناريوهات عزف نشاز لأطراف عديدين توزع عليهم أدوار دعوات الصلح مع الجماعة الإرهابية.. وهو نفس ما نفعله في مواجهة الجوقة الإعلامية للجماعة الإرهابية. التي تنطلق من تركيا ومن قطر محرضة علي كل شيء.. ووصل الأمر ببعضهم إلي الدعوة المباشرة للقتل والاغتيال ابتداءً من رئيس الدولة إلي أصغر جندي في شرطة مصر وجيشها الباسل.. وقد شهدت بعيني وسمعت بأذني مقطعاً منقولاً علي "الفيس بوك" لواحد من كلابهم يدعو علناً إلي اغتيال كل ضباط وجنود الشرطة والجيش.. ويقول بإجرام منقطع النظير.. إنه يدعو علناً علي الشاشة إلي قتل كل ضباط وجنود الشرطة والجيش!!.. وهذا يصدر من تليفزيون يبث إرساله من دولة تتعامي عما يذاع فيها. مما يدخل تحت قائمة جرائم التحريض التي كان يجب أن يقبض علي مرتكبها. قبل أن يغادر ستوديو الخيانة والغدر.. ولكن تركيا.. لا تفعل.. وبالتالي هي شريك فيما يحدث.. ويجب أن تخضع لمحاكمة دولية. تحت أي سلطة دولية. بداية من أي جهاز من أجهزة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلي المحاكم الجنائية الدولية.. ولكن نحن فقط في مواجهة هذا الإجرام والمجتمع الدولي يغمض عينيه ويصم أذنيه.. ويكتم فاهه. فلا يعير الأمر أي التفات.. لأن أصحاب الأمر ترفعوا عن ملاحقة هؤلاء المجرمين.. وهو أمر لا يجوز أن يستمر إلي ما لا نهاية.. فساعة الحساب لابد قادمة.. ولن يفلت مجرم بجريمته أبداً.. بإذن الله.
ومنذ أيام كان هناك تصريح حازم لوزير الخارجية سامح شكري من كلمات قليلة.. ولكنه باتر قاطع.. أكد فيه عدم وجود أي نية للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية. التي استباحت دماء المصريين.. مؤكداً أنه لا محل لمصالحة مع تنظيم "غير شرعي".
وانطلقت كلاب الجماعة المسعورة من قناة الخنزيرة.. وقال أحدهم إن "النظام" لا يريد أن يتصالح مع "الشعب المصري".
وهذا المجرم الهارب يهذي بكلمات لا تستحق الرد.. وهو يسوق إلي نفسه ما لا يصدقه أحد غيره. وغير جماعته الإرهابية.. يدعي أن الجماعة هي الشعب المصري.. ولكن الشعب المصري حقاً يرفض كل فرد فيه أي مصالحة مع هذه الجماعة الإرهابية.. وإذا كانت هذه الجماعة هي الشعب المصري كما يقول.. فمن هم إذن عشرات الملايين الذين خرجوا في 30 يونيه و3 يوليو و26 يوليو. يلعنون حكم الإخوان الأسود. ويطلبون الخلاص منهم؟!!
هذه القلة القليلة.. والقلة الإرهابية الباغية.. عميت أعينها.. وتعيش في أكاذيبها.. وتصدق نفسها.. ويتوافق معها أذنابها.. تماماً كذلك الذي يدعو إلي المصالحة مع المجتمع.. وتشكيل هيئة مصرية عربية تتولي أمر المصالحة.. مع المجتمع.. هو يفترض بدعوته أن الدولة في خصام مع المجتمع.. ويفترض مثل غيره أن المجتمع هو تلك العصابة الإخوانية الإرهابية.. وهو يخفي نيته التصالح مع هذه الجماعة تحت مسميات التصالح مع المجتمع كله.. وفوق هذا كله.. يدعو إلي تدويل ما يراه هو أنه أزمة.. وهي بالفعل أزمة.. ولكن أزمة الجماعة الإرهابية.. وليست أزمة شعب مصر. الذي أجمع علي لفظها.. ولن يسمح أبداً لدعوات التآمر عليه.. بأن تجد طريقاً لشق صفه.. والخروج علي الإجماع الشعبي الذي أنهي أي مستقبل لهذه الجماعة الإرهابية في مصر.
ويا كل عميل.. ويا كل مشارك في أي سيناريو لما تسمونه المصالحة.. مصر ماضية في طريقها.. تواجه صعاباً.. نعم.. لكنها تقترب في كل يوم من تحقيق أهدافها في البناء وفي صنع المستقبل الذي يتطلع إليه كل أبنائها.