الأخبار
كرم جبر
إيران وإسرائيل وبينهما قطر!
إنها مصر

كل القضايا الملتهبة كانت حاضرة علي مائدة اجتماع وزراء إعلام التحالف الرباعي، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، في اجتماعهم بقصر الإمارات بأبوظبي، ذلك الفندق الفخم، الذي ينطق بالجمال والروعة، خصوصاً الخيمة الرمضانية المطلة علي الخليج، والتي تشعرك بالأيام الحلوة التي نعيشها في الشهر الكريم.
لأول مرة يشارك في الوفد المصري الذي رأسه الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، مجموعة من الكتاب الصحفيين، وشرفت بالتواجد، ومعي الزملاء الأساتذة عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، وخالد ميري رئيس تحرير الأخبار، وعبد الرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية، ود. عبد المنعم سعيد، وسعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير.
الغرض من الاجتماع هو بحث وسائل مكافحة الإرهاب، الذي يمثل تهديداً كبيراً لدول المنطقة، وتبادل الأفكار والرؤي حول سبل مواجهته، وكيف يمكن تقوية الدور الفعال للدول الأربع، الذي بدأ بالتعامل مع قطر، وفرض حصار عليها، رداً علي سياساتها التآمرية ضد دول المنطقة.
من كلمات الوزراء الخليجيين، بدا واضحاً أن الخطر القطري الذي أُنشئ من أجله التحالف تراجع للدرجة الثانية، لتحتل إيران صدارة الدول التي تهدد أمن واستقرار دول الخليج، وانتقلت إيران من حقبة »تصدير الثورة»‬، إلي »‬إشعال الحروب»، خصوصاً في الجبهة السورية التي تلعب فيها دوراً، يقود إلي استمرار الأزمة سنوات طويلة.
ولكن ماذا يمكن أن تفعل الدول الأربع لمواجهة الخطر الإيراني؟
أولاً: بدا واضحاً أن إيران لا تستهدف سوريا فقط، ولكنها تريد تحويل المنطقة التي كانت معروفة قديماً بالهلال الخُصيب إلي الهلال الشيعي، بالهيمنة علي العراق وسوريا وحزب الله في لبنان وتوسيع مناطق نفوذها وانتشارها.
ثانياً: الخطر الإيراني لا يقتصر علي التواجد العسكري، وإنما التغلغل الفكري وتجنيد أجيال من الشباب، ووجب علي الإعلام في الدول الأربع، أن يتصدي للفكر الشيعي، حماية لأجيال جديدة قد تقع في براثن الفتنة.
ثالثاً: ضرورة تفعيل دور الإعلام في كشف الجرائم الإيرانية في الدول المُهددة، خصوصاً سوريا التي يعاني شعبها من ويلات الحرب، وتقف إيران - في رأي دول الخليج - وراء بقاء قوات النظام برئاسة بشار الأسد.
ومن خلال المناقشات، لم تعد إسرائيل هي التي تهدد الأمن القومي العربي، بل انتقلت الصدارة إلي إيران »‬بالنسبة لدول الخليج» وإلي الإرهاب »‬بالنسبة لمصر»، وخفت تماماً اللهجة ضد قطر، وهناك من يري أن إجراءات الحصار أتت ثمارها، وأن النظام داخل قطر يتفكك خطوة خطوة، ولم يعد بوسعها أن تستمر في سلوكها العدواني ضد دول المنطقة، ولكن هناك اتفاقا أيضاً علي استمرار الحصار، وعدم السماح لقطر بالعودة إلي نفس الدور الذي كانت تلعبه.
أما عن الإرهاب فقد طرحت في الاجتماع أفكار ورؤي كثيرة، تدور حول ضرورة بلورة موقف إعلامي تتبناه وسائل الإعلام في الدول الأربع، ليس فقط بالدعوة إلي تجفيف منابع الإرهاب، ومصادر تمويله، وإنما أن يمتد الدور إلي المواجهة الفكرية بكافة صورها، وتجديد الخطاب الإعلامي، والتركيز علي الفئات المهيأة بالوقوع في براثن الفكر المتطرف خصوصاً أجيال الشباب.
اجتماعات الدول الأربع في حد ذاتها خطوة جيدة، فقد تبادل الإعلاميون الذين مثلوا تلك الدول كثيرا من الأفكار، وجميعهم كتاب ويحتلون مواقع قيادية في دولهم، ويمثل اجتماعهم تفعيلاً لدور مفقود، بالتنسيق والحوار المتواصل.
لكن يبقي السؤال: من الأخطر إيران أم إسرائيل أم قطر ؟


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف