الأخبار
كرم جبر
إنها مصر - أثرياء الأزمات !
إنها مصر

المنظر اللافت للنظر، وأنا في طريقي للعاصمة الإدارية الجديدة، هو مئات سيارات النقل التي تحمل فوقها، أعداداً كبيرة من العاملين، لكن لا أحد يذكر ذلك، فالمشروعات الكبري التي تشهدها البلاد، خلقت علي الأقل ثلاثة ونصف مليون فرصة عمل في الستة شهور الأخيرة، والمثل يقول »من لا يعمل أوجد له الشيطان عملاً»‬.
البطالة هي الكابوس المزعج، الذي يهدد أمن واستقرار أي مجتمع، وكلما زادت أعداد العاطلين زادت الجرائم، وتعددت صورها ووسائلها، والإنسان الذي يعمل وله بيت وأسرة وأولاد، يكون حريصاً علي بلده ومحباً لها ومدافعاً عنها، أما الذي لا يملك شيئاً من هذا، فيقع في براثن اليأس والإحباط، ويكون مهيأ لكافة الأمراض الاجتماعية.
في الولاية الثانية للرئيس، تؤكد المؤشرات أن كثيراً من المشروعات الكبري ستؤتي ثمارها، وسيشعر الناس ببعض التحسن، وتنجو البلاد من المصير المظلم الذي كان مخططاً لها، والأهم من كل ذلك أن تُفتح أبواب الأمل أمام الشباب، وأن يشعروا أنهم يحصلون علي نصيبهم العادل من خيرات بلدهم، ولكن كيف يحدث ذلك، وهناك طابور طويل من القناصة الذين يفسدون كل عمل إيجابي.
علي سبيل المثال، ارتفعت تذاكر المترو، فاعتبرها البعض فرصة سانحة لرفع سائر الأسعار، دون أن يكون هناك مبرر لذلك، وإذا حدثت زيادة في أسعار البنزين والمازوت والسولار، فالمطلوب إجراءات مشددة وضابطة، وأن يتفهم الناس أن »‬اللي رماك علي المر»، بجانب أن تكون هناك إجراءات حمائية لتعويض الفئات الأكثر احتياجاً من الضرر الذي يقع عليهم.
الاقتصاد مثل الأواني المستطرقة، والهدف من التنمية تحسين الأحوال المعيشية للناس، وأن تسود العدالة في حالة زيادة الأعباء، فيتحملها الغني والفقير كل حسب طاقته، وأثبتت التجارب السابقة أن المعايير الأخلاقية، لا تجدي نفعاً لحث القادرين علي تحمل مسئوليتهم، فلا يعنيهم إلا استثمار الأزمات، وتحقيق ثروات من ورائها، مهما كان الثمن.
الآثار الجانبية للإصلاحات الاقتصادية مؤلمة جداً، ولكن إذا وصل المرض إلي حد الخطر، وجب تعظيم إيجابيات »‬الدواء المر» وتحجيم سلبياته، لأن الهدف هو أن تنجح العملية، ويشفي المريض، وأن يشعر الناس في النهاية أن هناك أمل، والأمل لا يجيئ ألا في توفير فرص العمل، وفتح أبواب الرزق والمعيشة.
المحصلة النهائية هي أن مصر تتوسع، حتي لا يأتي يوم لا يجد الناس فيه شبراً من الأرض، ولا طوبة جديدة وُضعت في بناء، ولكنها في نفس الوقت تواجه ظروف شديدة الصعوبة، بسبب نقص الموارد والإمكانيات، ووجود ثقوب واسعة في نظام توزيع الإيرادات الحكومية علي مختلف الأنشطة، فيأتي الدعم - مثلاً - ليلتهم مليارات، لا تذهب للمستحقين، ويتجه جزء كبير منها إلي القادرين وغير المحتاجين.
من واجب الدولة لمواطنيها، أن تحسن استغلال مواردها، ودعم المحروقات إذا أُحسن توجيهه، سيساعد كثيراً في تخفيف الأعباء عن كاهل أشياء ضرورية، مثل دعم السلع الغذائية، حتي لا تقفز أسعارها بشكل صعب الاحتمال، إنها الأواني المستطرقة، فالأنابيب كلها مفتوحة علي بعضها، مهما تعددت أشكالها وأحجامها.
●● الفنان يمكن أن يلعب دوراً سياسياً أكثر من السياسي، وهو ما فعلته المطربة العالمية شاكيرا، حين رفضت المشاركة في حفل عالمي يقام في إسرائيل يوم 9 يوليو القادم، حتي لا تربط اسمها بانتهاكات إسرائيل في غزة، بعد المجزرة الأخيرة.
●● تحية للنائب العام، الذي بادر بتحويل قتلة والد »‬ طفل البامبرز »‬ حمزة إلي محكمة الجنايات، وأثلج قراره الصدور، لأن مصر لن تكون يوماً مرتعاً لوحوش البشر.
●● آخر تقليعه »‬ شيشة علي شكل كأس العالم »‬، مع أن التدخين عدو الرياضة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف