* قالوا عنهم: سود البشرة..ملامحهم غليظة
* تصوروا..لو لم تعلن مصر الحرب ضد الإرهاب
* فرق كبير بينهم وبين غارسي أغصان السلام في كل مكان
* القاهرة تريد ليبيا آمنة مطمئنة وسوريا موحدة بلا نزاعات عرقية
* واليمن يعود إلي أصحابه بعد أن بعد أن سرقه الحوثيون
*ثم..ثم.. فلنضع أيادينا علي هؤلاء الشياطين الذين يرتدون ثياب الرهبان
*في دواوين الحكومة ..في قنوات التليفزيون .. في الجمعيات المسماة بالأهلية.. وأيضا المتاجرين بالحج والعمرة!
شدت انتباهي الشهادة التي أدلي بها موظف البريد البسيط "حمادة عبدربه" أمام القاضي العادل المستشار محمد شرين فهمي في القضية المسماة بكتائب أنصار الشريعة.
قال الرجل الذي كان يسير في طريقه لا يشغل باله بشيء سوي أن يؤدي عمله علي الوجه الأكمل .. هذا العمل المتمثل في توصيل النقود التي بحوزته إلي مكتب البريد الذي يعمل به والتي تخص أصحاب المعاشات والحوالات ودفاتر التوفير "محدودة القيمة" حتي فاجأته رصاصات الغدر التي أصابته وأصابت أمين الشرطة المرافق له وأودت بحياة ضابط في سيارة حراسة!
وصف "حمادة" الإرهابي المهاجم في كلمات موجزة بأنه شيطان في صورة إنسان .. أسود اللون.. طويل القامة.. ملامحه غليظة!!
وتأكيدا لشهادة موظف البريد ..فإن عصابة الإخوان الإرهابيين فتحت أبواب الوطن "المقدسة".. أمام عتاة الإجرام سواء المنتمين لداعش..أو تنظيم القاعدة.. أو حزب الله اللبناني..أو ميليشيات إيران.. فكانت النتيجة أن دفع هذا الشعب من أمنه واستقراره .. ودماء أبنائه الكثير والكثير جدا..!
والغريب أنهم كانوا يختارون لتنظيماتهم المقيتة أسماء قامت علي التضليل والكذب والخداع .. فما علاقة "الشريعة".. بهذا المجرم الذي لم يكن هدفه سوي السطو علي أموال الغير دونما تفكير فيما يمكن أن يسببه من آلام وأوجاع وعاهات مستديمة ..وأرواح تزهق!
***
لقد جاءت تلك الشهادة قبل أيام من إصدار القوات المسلحة للبيان رقم 23 الخاص بالعملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" والذي ذكرت فيه ضمن ما ذكرت اكتشاف مخزن سري جنوب مطروح به 544 مسدسا وكميات كبيرة من الذخائر .. في نفس الوقت الذي تم ضبط 15 ألف كيلو من نبات البانجو المخدر في منطقة القنطرة!
انظروا إلي أي مدي ذهبوا بسلوكهم الشاذ الكريه .. رصاصات هنا.. ومخدرات هناك توهما منهم بأن هذا الشعب يمكن أن تخور قواه وتهِن عزيمته. لكن شاء الله سبحانه وتعالي أن يرد كيدهم إلي نحورهم وبالتالي فإن السؤال الذي يثور:
Xتري ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم تعلن مصر الحرب ضد الإرهاب؟!
طبعا المناخ الآمن الذي نعيشه وذهاب رءوس الفتنة إلي غير رجعة واستكمال بناء مؤسساتنا الدستورية .. وتولي زمام القيادة رجل حمل عنقه علي كتفه من أجل الحفاظ علي وحدة الوطن وعدم تعريضه للتفكك والتمزق وتسليح جيشه بأحدث وأرقي المعدات العسكرية ووضع برامج متكاملة لكي يصبح هذا الجيش من أقوي جيوش العالم .. في نفس الوقت الذي تقام فيه صروح التنمية الشاملة .. كلها .. "شواهد ودلائل" تجيب علي نفسها بنفسها!
ليس هذا فحسب.. بل إن مصر هي التي تذود عن السلام في شتي البقاع والأصقاع .. فالبرغم من هذا الجيش القوي الذي يصون ترابها .. ويحمي إرادة شعبها فإنها تؤمن بأن الصراعات بين أبناء الوطن الواحد لا تفيد بشيء بل تسفر عن خسائر جمة ..اقتصادية .. واجتماعية .. وأمنية .. وسياسية!
من هنا..فإن القاهرة تبذل أقصي الجهد من أجل أن تصبح ليبيا آمنة .. مطمئنة!
نعم.. الخلافات بين الأطراف المتعددة .. صارخة وعنيفة.. لكن .. وماذا بعد..؟!
للأسف.. لا توجد مقومات دولة حتي الآن.. لكن عندما يسود الوئام والوفاق .. فسوف يتفرغ الجميع لإعادة البناء وتعويض سنوات الحرب.. والاقتتال..!
علي الجانب المقابل .. فإن السلام حينما يعم ربوع ليبيا .. فإن حدودنا الغربية ستكون في مأمن من هؤلاء المخربين ..اللصوص.. المتاجرين بأرواح البشر .. فالأمن القومي المصري لا يتجزأ .. أيضا مسئولية مصر تجاه العرب سواء القريبين منها أو البعيدين.. لا تقبل اللبس أو التأويل بصرف النظر عن أي خلافات .. أو قصور في الرؤي لدي البعض!
نفس الحال بالنسبة "لسوريا" التي كانت يرتفع فوق ربوعها العلم الواحد الذي طالما دافعنا في سبيل بقائه خفاقا دائما الغالي والنفيس!
لقد رفضنا..ومازلنا نرفض أي حلول عسكرية من أجل إعادة الاستقرار لسوريا.. بل نحن نؤمن بأن الاتفاق بين الأطراف هو الذي يرسخ لحكم يستهدف مصلحة الإنسان أولا وأخيرا.
لذا.. من الأهمية بمكان .. أن تتواري النزاعات العرقية .. والصراعات المذهبية.. وأن يضع السوريون علي اختلاف توجهاتهم وتباين مشاربهم مصالح الحاضر والمستقبل فوق أي اعتبار.
أنا شخصيا لا أعتقد.. أن النظام الحاكم أو معارضيه .. يمكن أن يكونوا راضين عما يجري فوق أراضيهم .. فها هي إسرائيل لا تكف عن تهديداتها .. وها هم الإيرانيون وحزب الله .. متغلغون في شئون الداخل والخارج .. وها هي روسيا بقواعدها وجنودها.. وها هم الأمريكان.. وها هم الأتراك.. و.. و..!
أين الوطن .. يا سادة؟!
وكيف يستشعر الرجل العادي بمذاق الحياة وهو يري أمام عينيه ما يري؟؟
إذن لا حل.. ولا أمل.. سوي الاتفاق السلمي علي أسلوب الحياة!
***
أيضا لقد رأت مصر .. ومازالت تؤمن بأن الحرب في اليمن لن تؤدي إلا للمزيد من الخراب.. خراب الأرض والإنسان سواء بسواء!!
إن الدماء تسيل أنهارا بلا حساب..والجيش تسيطر عليه يوما ميليشيات الحوثيين ..ويوما آخر يعود إلي المصدر الشرعي.. ثم.. ثم .. سرعان ما يرجع الجناة والمجني عليه إلي نقطة الصفر..!
عموما.. وفي جميع الأحوال .. ما من سبيلي أمام اليمنيين إلا أن يوحدوا صفوفهم من جديد..
نعم.. ربما يكون الأمر بالغ الصعوبة حاليا .. لكن لا مفر.. لقد سرقه الحوثيون بمساعدة ملالي إيران ودعم حزب الله اللبناني.. وتآمر أمريكا صاحبة النظرية الحمقاء .."الفوضي الخلاقة".. لكن هناك الإرادة .. والإصرار علي البقاء.. وانتزاع الحق من براثن " الحرامية" الأمر الذي يحتم علي أصحابه الأصليين تنحية الخلافات فيما بينهم والتطلع إلي ما هو أجدي وأفيد وأقرب للوصول للهدف المنشود..!
***
والآن دعونا لنركز علي شئوننا الداخلية بعد أن ألحقنا الهزيمة الساحقة بالشياطين .. الكفرة الفجرة.
يجب ألا يغيب عن أذهاننا.. أن الأذناب الخبيثة مازالت متواجدة في مواقع شتي تطل برأسها أحيانا .. وتتواري أحيانا أخري في انتظار لحظة الانقضاض ..!
هؤلاء الأذناب موجودون في الكثير من دواوين الحكومة حيث يقبعون وراء مكاتبهم وجل همهم التشكيك في كل إنجاز.. وتشويه كل صورة مضيئة والعمل علي إثارة مشاعر الناس بسبب ودون سبب .
هؤلاء الأذناب لا تخلو منهم شاشات التليفزيون الذين يبثون سمومهم إما قصدا وعمدا .. أو "استعباطا" أو استخفافا بالعقول..!
هؤلاء الأذناب مازالوا يعيشون علي آمال خادعة .. فيمتدون بأفكارهم الخبيثة إلي المدارس والجامعات.. أما الجمعيات الأهلية .. فحالها حال.. للأسف.
ما زال الكثير منها يمارس نشاطاته الحمقاء تحت شعار "فعل الخير الذي هو منهم براء"..!
كذلك النوادي.. سواء الفايف ستارز.. أو التي تسمي بمراكز الشباب..!
حتي الحج والعمرة.. لم يسلما من الكذب والرياء والنصب والاحتيال..!
لذا .. واجبنا الآن.. ونحن علي عتبات حقبة جديدة من تاريخنا.. أن ننتبه ونتأمل .. وألا نصمت إذا أحسسنا بأن من حولنا .. أو بعضا ممن حولنا يضمرون في نفوسهم شرا..!
لقد انتهي زمن "وأنا مالي" فنحن جميعا
لنا..ولنا ولنا..!
***
أخيرا .. أختتم المقال بتلك الأبيات للشاعر اللبناني خليل مطران:
مصر الحضارة والآثار شاهدة
مصر السماحة .. مصر المجد من قدم
مصر العزيزة إن جارت وإن عدلت
مصر الحبيبة.. إن نرحل وإن نقم
نحن الضيوف علي رحب ومكرمة
وإنا لحافظون للذمم
جئنا حماها وعشنا آمنين به
ممتعين كأن العيش في حلم
***
و.. و.. وشكرا!