فهمى عنبة
كلام بحب .. ماذا بعد تثبيت دعائم الدولة؟!
** ساعات وتبدأ الولاية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أن يحلف اليمين أمام نوب الشعب لاستكمال مسيرة البناء والتنمية وتثبيت دعائم الدولة والتأكيد علي الاستقرار والأمان والاستمرار في الاصلاح الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.
تميزت السنوات الأربع الماضية بفتح كافة الملفات الشائكة واقتحام المشاكل الاقتصادية المزمنة مرة واحدة دون اللجوء للمسكنات أو التراخي في تنفيذ برنامج الاصلاح.. إلي جانب تعدد المشروعات القومية الكبري في مختلف القطاعات طاقة وطرق واسكان واتصالات وزراعة وصناعة وأمن غذائي ومدن جديدة.. ولا يمكن انكار ان ما تم انجازه في هذه الفترة يفوق ما كان يحدث من قبل خلال 30 أو 40 عاماً.. مما أدي لاستعادة ثقة المؤسسات المالية الدولية وارتفاع نسبة النمو إلي 5% وزيادة الاحتياطي في البنك المركزي واهتمام العديد من المستثمرين بافتتاح مشروعات جديدة أو زيادة استثماراتهم.. وذلك من الاكتشافات الأخيرة من الغاز والبترول.. اضافة إلي الجهد الخارق في ملف العلاقات المصرية مع العالم سيؤتي بثماره الايجابية بالتأكيد.
في نفس الوقت لا يمكن انكار ان رؤية السيسي وبرنامج الحكومة ما كان ليتحقق لولا صمود الشعب وصبر المواطنين الذين تحملوا ما هو فوق طاقة الأسرة المصرية ايمانا منهم بأن البلد يستحق التضحية.. فاذا كان أبناء الجيش والشرطة يبذلون النفس ويسقط منهم الشهداء في الحرب ضد الإرهاب.. فلا أقل لكل مواطن من الصبر واحتمال الغلاء وارتفاع الاسعار في حرب بناء الدولة من أجل مستقبل الاجيال وان تعود مصر لمكانتها التي تليق بها.
حماية اجتماعية.. وقضاء علي البطالة
اذا كان الاهتمام في ولاية السيسي الأولي موجهاً لاستكمال البنية الأساسية والاصلاح الاقتصادي فان الشعب علي ثقة ان الفترة الصعبة التي كان عليه ان يتجرع فيها الدواء المر تقترب من نهايتها وان الجانب الاجتماعي سيستحوذ من الرئيس علي الأولوية في السنوات القادمة ويتمني ان يحدث ذلك دون مسكنات أو اللجوء للتراخي.. صحيح ان هناك حزماً من الحماية الاجتماعية وافقت تحريك اسعار الطاقة وتحرير سعر الصرف.. إلا انها للأمانة لا تكفي ولابد ان تفكر الدولة جدياً في تخفيف آثار الاصلاح الاقتصادي لمساعدة البسطاء ومحدودي الدخل واستعادة الطبقة الوسطي التي افتقدناها مع انها "رمانة ميزان" المجتمع حيث يحتاج الأمر إلي تشديد قبضة الدولة علي الأسواق والتجار الجشعين وضرب الاحتكار لان هناك من يشعر ان الحكومة "باعت المواطن للتجار"!!
ينتظر الشباب انفراجة في مشكلة البطالة التي تدمر معنوياتهم.. صحيح انها تراجعت وأصبحت نسبتها 11% إلا أنها نسبة كبيرة في مجتمع 60% منه تحت سن الأربعين.
كما يأمل الموظفون والعمال تحقيق التوازن بين المرتبات والاجور وبين الاسعار ونسب التضخم.. اما اصحاب المعاشات فهم لايريدون سوي ما يحقق لهم الستر بعد ان افنوا عمرهم في خدمة البلد خاصة وهم يسمعون عن معاشات لفئات معينة تزيد عما يتقاضونه عشرات الاضعاف مع ان الجميع يخدم في دولة واحدة.. وهم بالفعل يستحقون نظرة لانصافهم وعلي الاقل تنفيذ حكم المحكمة الذي في صالحهم باضافة عدة علاوات إلي معاشاتهم الحالية.
الزيادة السكانية.. والحياة السياسية
من المتوقع ايضاً ان تشغل القضية السكانية الاهتمام في الفترة القادمة لانه لافائدة من اي تنمية او تقدم في ظل المعدلات الحالية حيث تشير بعض التقارير الدولية إلي ان القاهرة وحدها ربما تصل إلي 50 مليون نسمة عام 2045 اي بعد 27 عاماً.. فماذا سيكون وقتها عدد سكان مصر وكم سيحتاجون إلي طرق وكباري ومساكن ووظائف و...؟!
قد لايهتم المواطن كثيراً بالجانب السياسي في ظل سعيه وراء لقمة العيش وتربية الاولاد ولكن بالتأكيد القيادة السياسية لديها رؤية خلال السنوات الاربع القادمة لشكل الحياة السياسية حيث لايمكن ان تظل الساحة خاوية في ظل احزاب غير قادرة علي التفاعل مع الجماهير بعد تفكيك "الحزب الوطني" واعتبار "الاخوان" جماعة محظورة.
ومع الافراج المتتالي عن المحبوسين من الشباب فإن ملف الحريات وحقوق الانسان سيتقدم خطوات جديدة خاصة بعد الانتهاء تماما من الارهاب في سيناء.
تغيير الحكومة.. ممكن المحافظون.. بالتأكيد!!
يبقي السؤال الذي يشغل الناس ويتردد منذ اعادة انتخاب الرئيس السيسي في مارس الماضي.. ما هو مصير الحكومة.. وماذا عن المحافظين؟!
لايمكن لاحد ان يتنبأ بالنسبة للحكومة وبقائها واجراء تعديل ام تغير شامل.. اما بالنسبة للمحافظين فستكون هناك حركة واسعة علي الارجح.. وان كان الرئيس قد عودنا علي العمل في صمت والبحث والتنقيب ثم نفاجأ بهم يحلفون اليمين.. لذلك لاتصدقوا الشائعات ولا من يدعي ان لديه معلومات فكلها لن تخرج عن توقعات وتكهنات.. وبالطبع من الافضل ان يستمر شريف إسماعيل "اذا كانت حالته الصحية قد استقرت" لانه من اكفأ من تولوا المنصب علي الاقل لاكمال برنامج الاصلاح كما حدث أيام عاطف صدقي.. وللامانة فان هناك وزراء أجادوا ويستحقون البقاء وهم قلة وآخرون لم يستوعبوا المرحلة يمكن للمواطن أن يحددهم بسهولة.. وفي النهاية فانه قرار الرئيس الذي يجد صعوبة بالغة مع كل تشكيل وزاري في البحث عن المستحقين للمنصب خاصة أنه لا توجد حتي الآن آلية في مصر لافراز القيادات.. أما عن المحافظين فهناك تغييرات واسعة وقريبا!!
طقاطيق
** 31 مايو من كل عام هو اليوم العالمي للاقلاع عن تعاطي التبغ والامتناع عن التدخين.. هل تعلم أن 1.4 مليون انسان يموتون سنويا بسبب التدخين في منطقة الشرق الأوسط وحدها.. عليك استغلال فرصة الصيام في رمضان للتخلص من شرب السجائر والشيشة والسيجار والبايب وكل أنواع الدخان.. ليس لتوفير أموالك فحسب ولكن ترحم أسرتك من التدخين السلبي لانه خطر جداً.. عليك الاختيار بين صحتك وصحة زوجتك وأولادك أو التدخين!!
***
** كما تطلب الحكومة.. من المواطنين أن يصبروا ويتحملوا.. فالشعب يطالبها أيضا بالصبر وألا تتعجل في علاج مشاكل متراكمة من 40 سنة في 4 سنوات.
** شوية حنية ورحمة مش كله ضرب ضرب؟!
***
** تصريح هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة عن صعوبة نقل مباريات كأس العالم أحبط المصريين "الغلابة" الذين لم يتخلصوا بعد من شبح عدم مشاركة نجمهم المحبوب محمد صلاح.. ولا ندري لماذا لم يكثف اتحاد الكرة اتصالاته مع وزارة الخارجية وجمعيات حقوق الانسان والتواصل مع الدول التي تشارك منتخباتها في النهائيات لتكوين رأي عام دولي ضد احتكار البث علي اعتبار ان ابسط حقوق الشعوب ان تستمتع بمباريات فريقها في كأس العالم مجانا.. اما المباريات التي لا يشارك فيها المنتخب الوطني فمن يرد مشاهدتها فليدفع ويشترك.. هل يمكن أن يتدخل الاتحاد الافريقي ويرفع الامر للفيفا وللجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحرم الاحتكار.. أم أنه في عصر العولمة فان تحالف الشركات متعددة الجنسيات هو الذي يحكم العالم؟!