الجمهورية
محمد فتح الله
مساحة حرة .. كلام في الموت

كنّا نسمع عن اجدادنا بان المسن أو المريض يجهز "كفنه" استعدادا للقاء ربه.. لكن الآن تغير الحال.. حال الاجداد وحال الدنيا.. لا احد يفكر في الكفن ظنا منهم ان الموت بعيدا عنهم.. زمان كان الاجداد يتفاخرون بنوعيه الكفن بعد ان تحول من مجرد رداء من القطن الي الحرير ليدل علي ثراء صاحبه!!پ
ليس لي تفسيرا للكتابة عن الكفن اما موعد لقاء ربي اقترب أو لاني تذكرت وصايا خديجة رضي الله عنها زوجه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عند اقتراب وفاتها.. ولنترك الاحتمال الاول.. فالموت راحهپونسرد الاحتمال الثانيپ
كفن خديجة كفنان واحد من الجنة والآخر رداء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لمّا اشتدّ مرضها "رضي الله عنها" قالت: "يا رسول الله" اسمع وصاياي:
أوّلاً: إنّي قاصرة في حقّك فاعفني يا رسول الله. قال "صلي الله عليه وآله": حاشا وكلّا. ما رأيت منكِ تقصيراً. فقد بلغتِ بجهدك. وتعبت في داري غاية التعب. ولقد بذلت أموالكِ وصرفت في سبيل الله مالَكِ.
ثانياً: أوصيك بهذه- وأشارت إلي فاطمة- فإنّها يتيمة غريبة من بعدي. فلا يؤذينها أحد من نساء قريش. ولا يلطمنّ خدّها. ولا يصيحنّ في وجهها. ولا يرينّها مكروهاً.
ثالثاً: إنّي خائفة من القبر. أُريد منك رداءك الذي تلبسه حين- نزول الوحي تكفّنني فيه. فقام النبي "صلي الله عليه وآله" وسلّم الرداء إليها. فسرّت به سروراً عظيماً. فلمّا تُوفّيت خديجة أخذ رسول الله "صلي الله عليه وآله" في تجهيزها وغسّلها . فلمّا أراد أن يكفّنها هبط الأمين جبرائيل وقال: يا رسول الله. إنّ الله يقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام ويقول لك: يا محمّد إنّ كفن خديجة من عندنا. فإنّها بذلت مالها في سبيلنا.
فجاء جبرائيل بكفن وقال: يا رسول الله. هذا كفن خديجة. وهو من أكفان الجنّة أهداه الله إليها. فكفّنها رسول الله "صلي الله عليه وآله" بردائه الشريف أوّلاً. وبما جاء به جبرائيل ثانياً. فكان لها كفنان: كفن من الله. وكفن من رسوله.. كتبت هذا المقال في.
الليلة العاشرةپمن شهر رمضان
ذكري وفاة ام المؤمنين خديجة بنت خويلد سلام الله عليها
اخيراً.. لا تنسوا الكفن.. ولا تخافوا من الموت فهو رحمه من المرض ومعاناه الالم .. وتذكرو ا قبل شراء الكفن والبحث عن الاغليپ المثل. المصري "الكفن ليس له جيوب"!! فابحثوا عن الفقراء وتصدقوا عليهم قبل لقاء الله عز وجل كما كان يحدث من أسلافنا.پ
طلب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء والمساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين..
وعندما وردت الأسماء للخليفة فوجيء بوجود اسم حاكم حمص "سعيد بن عامر" بين أسماء الفقراء.
تعجب الخليفة من أن يكون والياً لحمص و من فقرائها فسأل أهل حمص عن سبب فقره .. فأجابوه أنه ينفق جميع راتبه علي الفقراء والمساكين ويقول "ماذا أفعل وقد أصبحت مسؤولا عنهم أمام الله تعالي" وعندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئاً عليه؟ أجابوا نعيب عليه ثلاثا: فهو لا يخرج إلينا إلا وقت الضحي.. و لا نراه ليلا أبداً و يحتجب علينا يوما في الاسبوع.
وعندما سأل الخليفة سعيد عن هذه العيوب أجابه هذا حق يا أمير المؤمنين.. أما "الأسباب" فـهي:
أما أني لا أخرج إلا وقت الضحي؟ لأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي وخدمتهم فأنا لا خادم لي و امرأتي مريضة..
وأما احتجابي عنهم ليلا لأني جعلت النهار لقضاء حوائجهم و الليل جعلته لعبادة ربي..
وأما احتجابي يوما في الاسبوع لأني أغسل فيه ثوبي و أنتظره ليجف لأني لا أملك ثوبا غيره.
فبكي أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
حقا.. الكفن ليس له جيوب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف