الوطن
د. محمد بسيونى
أول سفينة لمسيرة العودة الفلسطينية
فى تطور جديد، قررت القيادات الجماهيرية التى تقود مسيرات العودة الفلسطينية إطلاق سفينة ركاب من ميناء غزة المحاصر، المغلق منذ ما يقرب من عشر سنوات فى تظاهرة معنوية إعلامية ترفض الحصار الصهيونى المحتل لفلسطين وتطالب بعودة الحياة الطبيعية للميناء البحرى، الذى تديره السلطة الفلسطينية وفقاً لقرارات دولية واتفاقيات إقليمية أخل بها الصهاينة وفرضوا حصاراً عسكرياً بحرياً ظالماً على ميناء غزة ومنعوا سفن الركاب والبضائع والمعونات والصيد من العمل.. ونذكر جميعاً مأساة السفينة «مرمرة»، التى كانت تحمل ركاباً من السياسيين والحقوقيين الفلسطينيين والعرب والأجانب التى تعرضت لهجوم عسكرى صهيونى قاتل فى عام 2008، واعتبر جريمة حرب بشعة ضد البشرية آنذاك وبعدها توقفت كل حركة السفن من ميناء غزة.

والتطور الجديد لفعاليات مسيرة العودة المستمرة يصب فى محور تأكيد حق الحياة للفلسطينى وحق العودة للاجئين وحقوق المواطن الواقع تحت الاحتلال، الذى يتعرض لانتهاكات وجرائم قتل وتجويع يومية من المحتل الصهيونى بالمخالفة لحقوق المدنيين تحت الاحتلال والمحمية بالقانون الدولى الإنسانى 1949 والبروتوكولات المكملة له والذى وقّعت عليها إسرائيل كلها والتزمت بها مبكراً وبالمخالفة لمعاهدات حقوق الإنسان وكل القرارات الدولية.

إن فعاليات مسيرة العودة التزمت بحق بأدوات المقاومة السلمية فى شكل تظاهرات يومية وأسبوعية سلمية على الحدود الحديدية مع الصهاينة، ولم ترد على رصاص القناصة الصهاينة الذى حصد آلاف الشهداء والجرحى من المتظاهرين الفلسطينيين السلميين وهو ما أصبح محرجاً لكل أطراف الصراع فى المنطقة العربية والعالم، وفى مقدمتهم الحكومة الصهيونية التى فشلت فى تشويه هذه التظاهرات السلمية داخلياً ودولياً.

سفينة العودة صرخة جديدة سلمية مدوية ستنطلق من غزة لتحرك الكثير من المياه الراكدة فى قضايا الحق الفلسطينى.. ولو قبلت المحكمة الجنائية الدولية ما تقدمت به السلطة الفلسطينية من سجلات لجرائم الاحتلال ضد المدنيين والمقدمة حالياً فى جنيف، فإننا سنصبح أمام معطيات قوية جديدة فرضتها الجماهير الشعبية الفلسطينية على الجميع.. حمى الله المدنيين.. والله غالب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف