الجمهورية
مصطفى هدهود
الدكتور علي لطفي الأستاذ والمسئول
فقد الوطن والشعب المصري يوم 27 مايو 2018 مواطناً وعالماً ومسئولاً مصرياً أفني حياته في خدمة الدولة المصرية وهو الدكتور علي لطفي ذلك الرجل الذي يرجع أصله لمحافظة الفيوم حيث كان جده حكمدارا للفيوم في أوائل القرن الماضي ومن أسرة عريقة من اختين واخين. وتفوق الدكتور علي لطفي في دراسته بتجارة عين شمس وسافر إلي سويسرا للحصول علي الدكتوراة من جامعة لوزان باللغة الفرنسية وبرزت نبوغته. حيث كان يتعرف ويحفظ يومياً الف كلمة باللغة الفرنسية مما جعله يكتب الرسالة باللغة الفرنسية ويقوم بتدريس اللغة الفرنسية لطلبة الكلية بعد عودته للوطن.
وتعمق في الدراسات الاقتصادية والمالية واعجب به الدكتور مصطفي خليل عام 1977م عند القائه محاضرة عن تطوير الاقتصاد العربي والمصري في مؤتمر ببغداد. وهنا رشحه اوائل عام 1978 لتولي مسئولية وزارة المالية في عهد الزعيم السادات وقام بإدارة ملف المالية والضرائب والجمارك باسلوب غير نمطي لزيادة الموارد المالية وكان يتميز بسرعة انهاء اللقاءات والمكالمات التليفونية وعدم تضييع الوقت في موضوعات خارج العمل ولكن للاسف لم يستمر طويلا في الوزارة بسبب مافيا المستوردين في ذلك الوقت وبعض رجال الاعمال واستمر في عمله بالجامعات المصرية. وفي بداية عهد الرئيس حسني مبارك تألق الدكتور علي لطفي في حوارات المؤتمرات الاقتصادية لوضع خريطة طريق اصلاح الموقف الاقتصادي في مصر وبالتالي تولي رئاسة مجلس الوزراء عام 1985م حيث أحدث طفرات ملموسة في الوضع المالي والاقتصادي والنقدي للدولة المصرية وبسبب موقفه المتعادل بشأن تدبير المطالب المالية للقطاعات المختلفة بالدولة. طبقا للتمويل الاجنبي المتاح في ذلك الوقت تم تغييره في نوفمبر 1986. وتولي مسئولية رئاسة مجلس الشوري ورئاسة المجلس الاعلي للصحافة لمدة ثلاث سنوات وظل الدكتور علي لطفي بعد ذلك بالجامعات المصرية وللتدريس للطلبة والدراسات العليا واثراء الابحاث المصرية وتخريج اجيال من المحاسبين وادارة الاعمال تولوا العديد من المناصب القيادية بالدولة. وكان يتميز بالحب والاحترام المتبادل مع الطلبة وتميز في محاضراته بالشمولية والحضور الكثيف للطلبة للتزود من علمه واسلوبه المتميز في القاء المحاضرات وتوصيل المعلومات والعلم للطالب.
وتزوج الدكتور علي لطفي من احدي طالباته الدكتورة أجلال مبروك. والتي كانت تتميز بالبساطة وحب العائلة بعد عودته من دراسة الدكتوراة وشجعها علي استكمال دراستها العليا وحصولها علي الدكتوراة وعملها بأكاديمية السادات للعلوم الادارية واستمرت حياته العلمية والعملية بعد تركه منصب رئاسة مجلس الشوري وعمله في مجال الاستشارات الاقتصادية والمالية واثراء المؤتمرات العلمية الداخلية والخارجية بعلمه ومعلوماته الغزيرة والعمل بالجامعة.
ورزقه الله سبحانه وتعالي بأبن واحد وسماه مصطفي وهو مواطن مصري ناجح ووطني ومحب لاسرته وعائلته ووطنه.ولكن تشاء الظروف ان تتوفي زوجته في حادث مروري داخل مدينة القاهرة منذ عدة سنوات وهنا بدأت حالته الصحية تتدهور وبصورة مستمرة بالرغم من كفاحه واصراره وعزيمته علي المقاومة وهي الصفة الاساسية لشخصيته. وتعرض في الشهر الماضي لانتكاسه كبيرة جعلته مقيما بالمستشفي وكنت اري فيه العزيمة وحبه لأهله عند زيارته وابتسامته الحنونة بالرغم من آلام المرضي ولا انسي قيامه بسحب يدي لتقبيلها حيث كان لايتكلم ولكن يعرف الناس. وحاول الاطباء الكثير ولكن قدرة الله سبحانه وتعالي كانت الاعلي. وانتهت حياة احد عمالقة الاقتصاد المصري في العصر الحديث ولكن اناشد الدولة بضرورة اقامة جنازة رسمية لكل من يتولي منصب رئيس الوزراء ويفضل تتبع حالتهم الصحية وزيارتهم واشعارهم بحب الدولة والشعب لهم في حياتهم وليس بعد مماتهم.
ان الانسان المسئول الذي افني حياته لخدمة الدولة يريد ان يري بعينيه رد الجميل من الوطن والشعب في وقت المحن والمرض. واذكر ان ظاهرة الدكتور علي لطفي تتطابق مع ظاهرة محمد صلاح بالنسبة لقدرة الانسان المصري علي بناء حياته ومستقبله بالعزيمة والاصرار والمثابرة دون الاعتماد علي الواسطة والمحسوبيات ولذا يجب توضيح هاتين الظاهرتين للشعب المصري.
بارك الله في ابنه مصطفي علي لطفي وبارك الله في الآلاف من تلاميذه واناشدهم بالاستمرار في التفوق العلمي واستمرار مسيرة العطاء للوطن والشعب المصري. وانشاد السيد محافظ الفيوم بتغيير اسم اهم ميادين او شوارع مدينة الفيوم لكي يكون باسم الدكتور علي لطفي ابن محافظة الفيوم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف