جلاء جاب اللة
الوجه الآخر لرمضان الكريم!
رمضان كريم.. رمضان شهر الخير والبركات.. رمضان شهر الإحسان.. رمضان شهر العطاء.. رمضان شهر مع الله ولله.. رمضان شهر الصوم والصلاة والزكاة.. رمضان شهر العمرة لمن يستطيع فالعمرة في رمضان كالحج مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رمضان شهر الخير والرضا.. شهر العائلة واللمة.. شهر الصدقة والبر.. شهر تكبل فيه الشياطين لينجو الإنسان مع دينه ويناجي ربه في السحر.. وتكون أبواب السماء مفتوحة لاستجابة الدعاء.. اللهم اقبل منا جميعا آمين.
هذا هو شهر رمضان الذي نعرفه وتربينا علي معرفته.. ننتظره طوال العام ونحن صغار بالفرحة ونحن كبار بالتوبة والاستغفار والعبادة وأعمال الخير.. فماذا حدث في رمضان.. ولماذا تغير وكأن له وجهاً آخر.
الوجه الآخر لرمضان هو ما نراه في تلك المسلسلات الرمضانية التي تعبر عن رمضان ولا تعبر عن مصر والمصريين.. الوجه الآخر لرمضان هو حياة العشوائيات التي تخلصنا منها لدرجة أن فنانا كبيرا بحجم حسن يوسف يري أن هناك تمويلا أجنبيا وراء ما يحدث في مسلسلات رمضان التي تسير في "سكة اللي يروح مايرجعش"!!
حالة التهميش والتغييب.. بل والمسخرة أحيانا في كثير من مسلسلات رمضان تجعلنا نتساءل وبعيدا عن فكرة التمويل والاختراق والمؤامرة.. لماذا يقدمون هذه الأفكار في الشهر الكريم؟
أعتقد أن البحث عن الربح والإعلانات هو السبب من خلال تقديم التوليفة القديمة للمسخرة التي تشد اهتمام العشوائيين من البشر ولا أقصد طبعا سكان العشوائيات.. بل أقصد العشوائيين الذين هم يعيشون في فكر وحال عشوائي وتصرفات عشوائية في كل المجالات وإذا كانت الدراما الرمضانية قد تكلفت - طبقا لآراء غير رسمية - حوالي مليار جنيه.. فإن نفس التقديرات تشير إلي أن الإعلانات في الشهر الكريم وصلت إلي نفس الرقم وهو المليار ويبدو أن معيار الإعلانات هو الذي بدأ يحكم.. ولا أدري أين هو دور الدولة؟
لقد تم إلغاء إعلان لأنه يدفع إلي العنف لأن الأب صفع ابنه علي وجهه حتي يفيق من وهم أنه يري ما لا يراه الآخرون.. وأتعجب.. هل هذا هو الإعلان الوحيد الذي يجب إلغاؤه وهل المسلسلات والمشاهد التي نراها لا تستحق هي الأخري الإلغاء؟
الوجه الآخر لرمضان نراه في كل القطاعات من الكسل وعدم العمل برغم أن بلدوزر مصر إبراهيم محلب بدأ الشهر بزيارات ميدانية في السابعة صباحا.. وهناك علي المستوي الرسمي عمل وجهد واجتماعات يومية ومناقشة مستمرة للموازنة.. وخطط الدولة حتي عام 2030 ولكن في ظل غياب جماهيري!!
العاشر من رمضان.. والوجه الآخر!
السبت المقبل يهل علينا ذكري العاشر من رمضان وهي الذكري العظيمة التي نعيشها كل عام بحب وفخر وزهو للنصر الذي تحقق في هذا اليوم وبرغم أننا نحتفل رسميا بالنصر في 6 أكتوبر في كل عام إلا أن اليوم الموافق له وهو العاشر من رمضان له روحانية خاصة وذكري مميزة لأنه يجمع بين رمضان.. والنصر.. بين حب الله.. وحب الوطن.. بين الاستشهاد لوجه الله.. ولما أمر الله به دفاعا عن الوطن والكرامة.
رمضان يجمع أياما كبيرة في تاريخ الأمة أهمها غزوة بدر طبعا لأنها فرقت بين الحق والباطل.. وكما كان رسولنا الكريم يدعو ربه قائلا: اللهم إن هزمت هذه الفئة فلن تعبد في الأرض.. فنصرها الله وكانت بداية انتشار الإسلام وقوته وعزته.. لكن العاشر من رمضان والسابع عشر "ذكري بدر" يأتيان هذا العام وحال المسلمين لا يسر حبيبا. حال المسلمين يتراجع من سيئ إلي أسوأ والغريب بل والمريب أن بعض المنتسبين للإسلام والمدعين لرفع راية الإسلام هم أنفسهم وقود هذا التراجع؟!!
** نحن في حاجة إلي العاشر من رمضان وروح السابع عشر من رمضان.. نحن في حاجة إلي هذه الروح الغائبة لنسترد روحنا التي تاهت في غياهب الهجمة الشرسة علي الإسلام.. عودة الروح ضرورة في هذه الأيام.. خاصة روح العاشر من رمضان التي حققت النصر لمصر.. ونحن في أصعب مراحل التحدي والأمل في الغد.
هل يكون احتفالنا بعد غد بالعاشر من رمضان بشكل يتفق مع ما نحتاجه اليوم؟
نشكو لمين.. يا بلدوزر مصر؟
ليس طبيعيا أن يتحمل رئيس وزراء مصر الملقب ببلدوزر مصر مهمة كل شيء حتي التفاصيل وليس طبيعيا أن نطالبه بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة.. بل يجب أن يقوم كل إنسان بمهمته ودوره خاصة في هذا الشهر الكريم وعندما تكون المشكلة تتعلق بمياه الشرب في شهر رمضان شهر الصوم والذي يأتي في "عز الحر" وارتفاع درجات الحرارة نهارا بشكل كبير.. فلمن نشكو بعد الله؟
لقد كتبت في الأسبوع الماضي تحت عنوان "رمضان كريم يا محافظ الجيزة".. أشكو إليه ما يشكوه منه كل سكان المنطقة التي أعيش فيها في شارع الهرم.. وشكوت لمرفق المياه.. وشكونا لكل من نستطيع أن نشكو إليه. ولكن بلا مجيب فلم يعد أمامنا إلا أن نشكو إلي بلدوزر مصر الملقب بالمهندس إبراهيم محلب. وأطالبه بشيء واحد وهو أن يقطع المياه عن منزل المحافظ ومنزل مسئول مرفق المياه مثلنا لمدة 18 ساعة يوميا خاصة في نهار رمضان ولمدة أسبوع واحد ليقولوا لنا إحساسهم ولعلهم يشعرون بمعاناة الناس.
هل من المنطقي أن تعيش أسر فيها أطفال وعواجيز وكبار ومرضي دون ماء لمدة 18 ساعة يوميا؟
هل من الطبيعي ما يحدث الآن معنا في أن تبدأ المياه بعد الفجر بساعتين وتقطع بعدها بساعات قليلة لنعيش بعد ذلك تحت حصار المياه المقطوعة؟
أليس في قلوبكم رحمة في شهر الخير يا أهل الخير؟
هذا هو جانب آخر من جوانب الوجه الآخر لرمضان الخير والكرم.. فلا أحد يسمع.. ولا أحد يقرأ.. ولا أحد يرغب في الإصلاح وتخفيف معاناة الناس.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!!
همس الروح
** اللهم في هذا الشهر الكريم.. ازرع الحب في قلوب الناس.. اللهم اجعل الحب هو مرشدهم في طريق الخير.
** اللهم في هذا الشهر الكريم امنح قلوب المسئولين في بلدي رحمة من عندك حتي يرحموا الناس فيرحمهم الله..!!
** اللهم في هذا الشهر الكريم اهدهم للخير.. لن ندعو علي كل من ظلمنا.. بل سندعو له بالهداية لعله يأتي بخير..!!
** اللهم نحن فقراء فاغننا.. ضعفاء فقونا. ارضنا برضاك.. احمنا بحماك.. اغننا بغناك.. قونا بقوتك.. ارحمنا برحمتك.. اهدنا بهديك.. اللهم لا تخرجنا من رمضان إلا وقد غسلت ذنوبنا بالماء والثلج والبرد.. وباعدت بيننا وبين أخطائنا كما باعدت بين المشرق والمغرب وكل عام وأنتم بخير.