محمد حسين
عند مفترق الطرق .. الدنيا بين «حراستين»!
اليوم فى لقائى بـ«الشيخ رمضان» يكون قد مضى على وجوده بيننا أكثر من نصف عمره، ولم يتبق له إلا أيام معدودات، ويمضى بعدها إلى «خلوته» الطويلة، ويتركنا للأيام «الصدئة»، بظلامها وشياطينهامن الإنس.
سألت «الشيخ» عن مسألة الرئاسة والإمامة، بما تفرضه من حراسة الدنيا وحراسة الدين، وهى القضية التى ختم بها محاورته الأسبوع الماضى، فقال بصوت هادئ: فقهاء الأمة الحقيقيون الذين قال عنهم الإمام سفيان الثورى: إذا رأيت القارئ «العالم» يلوذ بالسلطان، فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء، فاعلم أنه مراءٍ.
يلتقط «الشيخ» أنفاسه ثم يكمل حديثه شارحا: مهمة العلماء والفقهاء ــ فى التراث النقى الذي هجرتموه ــ تهذيب نفوس الناس عن الأخلاق المذمومة المهلكة وإرشادهم إلى الأخلاق المحمودة، ويحدث الخلط بين حراسة الدنيا وحراسة الدين، عندما يتدخل رجال الدين فى السياسة.
سألت «الشيخ»: ماذا عن حراسة الدنيا؟ فقال بحسم: للإمارة أو الرئاسة أهمية قصوى، فلو تعطلت لبطل الدنيا والدين جميعا، وثار القتال بين الخلق وزال الأمن وخربت البلاد وتعطلت المعايش، وهو ما جعل الإمام الغزالى ينظر إلى السياسة باعتبارها تأليفا واجتماعا وتعاونا على أسباب المعيشة.
سألت «الشيخ» عن كيفية تحديد شكل العلاقة بين الحراستين، فأجاب بإيجاز: لا يقترب رجل الدين من السياسة ولا يقترب رجل السياسة من الدين، فكل منهما له حراسته التى يجب ألا تطغى على الأخرى.
فى الختام .. يقول الله تعالى: «ولسوف يعطيك ربك فترضى».