ايمن بدرة
نقطة نظام ..علم.. وقلم.. وأمل.. وعمل
6/3/2018 9:54:07 AM
يااااه.. معقول 28 عاما مرت من العمر بين إنجازين كرويين.. كل منهما يعد تاريخا فارقا يلمع في سجلات الوطن وفي أذهان المواطنين لسنين وسنين.
حينما وصلنا إلي كأس العالم عام 1990 كانت الفرحة هستيرية.. فعدد كبير من المصريين في هذا الزمن لم يكونوا واعين للمشاركة الأولي في المونديال عام 1934.
كانت قد مضت سنوات زادت علي 56 بين مونديال إيطاليا 1934 وإيطاليا 1990 وكلاهما شارك فيه الفراعنة ولكن الفارق بين الحدثين كان كبيراً جداً، فلم تكن ذاكرة المصريين تحمل الكثير من الصور والحقائق والمواقف والأسماء عن أصحاب إنجاز الثلاثينيات.
أما في عام 1990 فقد كان الاعلام قد تطور وأصبح للإنجاز رونق وله وقع في نفوس جيل من المصريين كان يتطلع إلي تحقيق إنجاز كروي وإلي اقتحام هذا العالم المجهول المسمي كأس العالم الذي فشل في ان يعيش مع رواده علي مدي أكثر من نصف قرن.
تغيير كبير
وقد غيرت المشاركة المونديالية عام 1990 في شكل الرياضة المصرية وليس كرة القدم فقط.. فقد نقلت الرياضة من مجرد ترف ومصدر خوف للعديد من الأسر أن تكون سبباً في ضياع المستقبل العلمي والدراسي.. وأصبحت مهمة لكل الآباء والأمهات أن يلعب أبناؤهم رياضة، خاصة كرة القدم.
النجاحات والإحباطات
حفر فريق مصر في مونديال إيطاليا 1990 الذي كان يقوده المدرب الأسطوري محمود الجوهري معاني جديدة في نفوس المصريين خاصة الشباب ولولا الإحباط الذي يتم تصديره والتنفير من كل صاحب إنجاز لاستمر الفريق المونديالي في مواصلة الإنجازات ولكن اشاعة الملل ونسيان الانتصارات والاستخفاف بالنجاحات هي التي جعلت الناس تطلب التغيير وتعتبر ان ما فعله الجوهري في كأس العالم كان أقل بكثير مما كان يجب أن يحققه، رغم ان نفس هؤلاء الناس رفعوا هذا الرجل علي الأعناق حينما فاز علي الجزائر وحينما تعادل مع منتخب هولندا بطل أوروبا خرج الهتاف الشهير »جوهري.. جوهري» وأصبح من صناع الأمل في الشارع المصري.
فرسان شحاتة
بين صعود الشعبية والجماهيرية وانقاذ الكرة المصرية كلما تأزمت الأمور.. كان الجوهري يتولي المسئولية ويقود الكرة المصرية ويتعرض لهجمات من الذين لا يقدرون، إلي أن ابتعد تماما عن الكرة المصرية.. وجاءت مرحلة حسن شحاتة. وهو أيضا قاد فريقا من الفرسان لتحقيق انجازات كروية واحتكر بطولة كأس الأمم الافريقية.. ومع كل الهجمات من الأقلام التي كانت تضع أمام كل فرحة الآلاف من كلمات الاحباط من عينات أن النصر بالصدفة وأن الفوز ببطولة افريقيا يجيء لغياب المنافسة.
الأمل والألم
كان علم مصر يرفرف في سماء القارة الافريقية والشعب المصري يخرج في الشوارع بالملايين فرحين بان لديهم فريقا من شباب هذا البلد يعتلي قمة الكرة في القارة السمراء.. وفي الوقت نفسه تخرج بعض الأقلام والأفواه لتضرب قواعد الفرحة.. وتسحب من قلوب المصريين البهجة واحدة واحدة حتي يحل محلها اليأس الي أن تأتي بطولة أخري، ويعود فريق الانتصارات يساهم في رفع العلم وزيادة الأمل.
شوكة يناير
للأسف نحن نزرع الشوك في يد كل من يرفع العلم.. وهذا الشوك أصبح خناجر في يد إرهابيين ومجرمين ومدعين شاركوا في كارثة يناير 2011 التي حطمت كل شيء وأي شيء لا لشيء إلا لكي يتم تحطيم مصر وجيشها العظيم الذي نجح في القيام بمناورة رائعة لكي يحافظ علي بلده وعلي قوامه ومقامه ومهامه في الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي.
مقاولو الهدم
تمت الإطاحة بحسن شحاتة وبفريقه وبكل صاحب انجاز، وتم إبعاد المدرب الكبير ونسيان كل ما حققه وتم ابعاد الفريق ومزق شوك المحبطين ومقاولي الهدم أصحاب الانتصارات ليتوالي سقوط الكرة المصرية من احتكار البطولات الافريقية واعتلاء عرش القارة السمراء، فنحن لانعرف كيف نستثمر النجاح وننميه ونبني عليه.
عانينا من الإخفاقات.. سقطت الكثير من مقومات الكرة المصرية مع محاولات إسقاط مصر من المتآمرين وأنصارهم من المجرمين.
فقط يهدمون
التاج الذي كان يعلو رأس المصريين اطلق عليه الارهابيون الكثير من الطلقات التي أصابت بعض الرؤوس الفارغة. فلم يعودوا يفرقون بين السعادة والتعاسة ويرون تعاسة الآخرين مصدر ثرواتهم وانجازاتهم ومكانتهم.. هم لايعملون ولايريدون ان يعملوا ولكنهم فقط يهدمون.
ولأن أي نجاحات لمصر والمصريين تكون من عوامل فشل مخططات المتآمرين فهم دائما ينثرون الاحباط، وصلنا كأس العالم من جديد.
بعد سنوات النكسة
نهض المارد المصري يحمل العلم ويرفعه في المونديال بعزيمة الرجال، ولكن هناك من لايريدون للمصريين الفرحة بالانجاز ينسون تماما ان مصر قبل 7 سنوات لم يكن فيها شوارع نسير فيها آمنين.. نسوا أن المدرجات خالية وان فرق الدوري كانت تجري من المخربين تنتقل من ملعب إلي ملعب..
من يستخفون بالانجازات يغفلون ويتغافلون أن المصريين كانوا يذهبون إلي الملاعب فتمتد إليهم يد الاجرام فتقتل منهم شبابا صغيرا لتحقق أهداف المؤامرة وأن الآن حضر المصريون بعشرات الآلاف في ستاد برج العرب ورفعوا العلم يوم رفع محمد صلاح وزملاؤه في المنتخب اسم مصر عاليا بين الدول المتأهلة للمونديال.
التكلفة الباهظة
إن الذين ينظرون إلي ما حدث في مصر منذ أكثر من 7 سنوات وكم الانتكاسات التي حدثت في العديد من المجالات في أول 3 سنوات، أكثرها مأساوية تمكين الارهابيين من بعض مفاصل الدولة.. ويعيدون تقييم الأمور الآن قياسا علي ما كان لابد أن يعرفوا ان مصر انتقلت نقلة كبيرة علي طريق الإنجازات الرياضية والصناعية وهي تدفع تكلفة الدفاع عن الأرض والعرض وهي تكلفة باهظة مرهقة ولكن لايشعر بها البعض لأن جيش مصر وشرطتها وقيادة دولتنا تمكنوا من توفير الحماية الآمنة.
قيادة رئيس
إن وجود مصر في المونديال في بداية عهد جديد لبلدنا.. خطونا خطوات صعبة وسط الأشواك والخناجر، وتحمل الشعب مع قائده الرئيس عبدالفتاح السيسي الكثير ولايزال أمامه مهام صعبة لان النجاة بالدولة من المؤامرة الكبري ليس مجرد لعبة من التي يلعبها الشباب عبر مواقع التواصل.
وطن يحمينا ونحميه
مرة أخري وأخيرة مصر الكبيرة تعود.. ترفع علمها في المونديال عزيزا خفاقا لان أيادي رجال جيشها العظيم يحافظون علي عزته بأرواحهم ومن ورائهم شعب يقوده رجل اختار الرهان الصعب علي الشعب الذي تحمل الكثير ومستعد لأن يتحمل طالما ان لديه وطن يحميه وطن يؤويه ولديه أمل في تجاوز الألم والأمر يحتاج إلي عمل.
عمل جاد أدي إلي وصولنا مرة أخري بين قمم الرياضة العالمية.. وعمل يجعلنا نضع أقدامنا بثبات في المراكز الأولي في كل المجالات الصناعية والزراعية والعلمية لدينا انجازات وسط الصعوبات تؤكد ان المصريين مصممون علي استكمال العبور من ظلام الارهاب إلي النور.
عهد جديد
عهد جديد نرفع فيه العلم بعزة ونتمسك فيه بالأمل الجديد وبكل ما يكتبه القلم البناء ونلقي بالأقلام المسمومة ونعمل لكي نسد أمام المجرمين كل طريق إلي الاحباط لنستمتع بالانتصارات لتحيا مصر.