الأهرام
ماهر مقلد
نقطة تحول .. زهرة الخشخاش
بعد شهرين من الآن يكون قد مر على واقعة سرقة لوحة زهرة «الخشخاش» من متحف محمود خليل 8 سنوات كاملة وهى اللوحة النادرة التى رسمها الفنان العالمى فان جوخ. بكل تأكيد هى تعيش فى وجدان كل عاشق للفنون والإبداع مهما مر الوقت وتزاحمت الأحداث فهى ثروة قومية مصرية عالمية تتجاوز القيمة المادية. اللوحة العالمية النادرة يقدر ثمنها الآن بما قيمته 55 مليون دولار أمريكى وهى بكل تأكيد تقدير لا يتناسب مع قيمتها وهى أغلى وأقيم من هذا التقدير أضعاف المرات، ولا تقل عن لوحات تم بيعها بمبلغ 450 مليون دولار. اللوحة تعرضت للسرقة أيضا فى يوم 4 يونيو عام 1977 وبعد 10 سنوات تم العثور عليها فى الكويت، وتم وضعها فى المتحف وسط تشكيك البعض فى أنها نسخة غير أصلية ولكن أكدت لجنة من الخبراء حسمت الأمر وأكدت أن اللوحة الموجودة هى الأصلية وليست مقلدة كما خضعت اللوحة للفحص الفنى على أيدى أفضل مجموعة من خبراء اكتشاف التزييف الفنى فى العالم، وذلك فى عام 1994 حين تم عرض اللوحة فى متحف «أوروساي» بباريس، وأكد الخبراء الفرنسيون بشكل قاطع أن اللوحة هى النسخة الأصلية. وحينها فقط قبــِلت الحكومة الفرنسية التأمين على اللوحة بمبلغ 50 مليون دولار لمصلحة مصر، وهذه شهادة بأصالتها من أكبر المراكز الفنية فى العالم إن لم يكن أكبرها.

القانون الدولى يمنع بيعها فى مزاد علنى كونها مسروقة، وفى حال ظهورها سيتم تسليمها إلى مصر، وبكل تأكيد من سرقها يعلم هذا جيدا ومن غير المنطقى أن تكون ضمن مقتنيات ثرى يتفاخر بها وهى مسروقة. ولهذا يجب أن تتبنى الدولة حملة إعلامية للحديث عن اللوحة من أجل استعادتها، فقد يكون الباب مفتوحا وتعود كما عادت من قبل بطريقة غامضة ولم لا فكل شىء جائز؟

وغير الجائز هو الصمت، واعتبار انها ماض ومن يدرى ربما تكون فى الداخل ولم يتم تهريبها بعد، والضمير يستيقظ وتعود . تستحق زهرة الخشخاش كل جهد ووقت ومحاولات فهى لا مثيل لها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف