الأهرام
عادل صبرى
دعاية السادات التى أفسدها مبارك!
فى السبعينيات كان برنامج أى سائح يزور مصر هو قضاء يوم فى القاهرة لزيارة الأهرامات ثم يتجه بعد ذلك للأقصر ليقضى هناك ثلاثة أيام يقوم فيها بزيارة معبدى الكرنك والأقصر ثم يقضى يوما كاملا فى البر الغربي، ويقضى اليوم الأخير فى زيارة المتحف، ثم ينهى زيارته بحضور عرض الصوت والضوء، وفى تلك الفترة كانت الأقصر عاصمة مصر السياسية ففيها تمت محادثات السلام بعد انتصار 3791 بين الزعيم الراحل أنور السادات وكيسنجر، وعندما كان شاه ايران يزور مصر يأتى فى صحبة السادات للتمتع بآثارها.

وفجأة وفى الثمانينيات، بدأ رجال الأعمال فى بناء منتجعات شرم الشيخ والغردقة، وبدأت أكبر حملة دعاية عن وجود أجمل شواطئ ومنتجعات وشعاب مرجانية ورياضة الغوص والمراكب الشراعية فيها، وساهم فى هذه الدعاية الرئيس السابق مبارك بإقامته الدائمة فى شرم الشيخ، وعقد جميع المؤتمرات ولقاءاته مع زعماء العالم هناك، تزامن ذلك مع تهريب وسرقة آثار الأقصر، ثم عرض مئات القطع الأثرية فى معارض خارج مصر، مع ضعف عمليات الترميم مما جعل عوامل التعرية تنهش فى آثار عمرها أكثر من سبعة آلاف عام. الشواطئ والمنتجعات يوجد مثلها وأفضل منها سعرا وخدمة فى بلاد أقل من مصر بكثير ولكنها استطاعت جذب السائح، ولم نسمع عن اى دولة قامت بعمل معرض لمقتنياتها الأثرية خارج حدودها، أو قامت بوضع آلاف القطع الأثرية فى مخازن وزارة الآثار، بينما نسمع عن اكتشافات أثرية جديدة فى الأقصر ولكن لا تأخذ حقها فى الدعاية.. حرام .. السياحة فى الأقصر تحت الصفر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف