فيتو
رمضان البية
العطاءات الإلهية
الاصطفاءات الإلهية والاجتباءات الربانية منح إلهية وعطاءات ربانية منها ما يأتي اكتسابا، ومنها ما يأتي هبة من الله تعالى، وكلاهما الأصل فيه فضل الله تعالى، وإلى ذلك أشار سبحانه بقوله: "وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"، وقوله تعالى: "وما توفيقي إلا بالله"، وقوله عزوجل: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا"، هذا وفي إطار هذه المعاني والمعارف حوار من أجمل الحوارات التي قرأتها.

ذلك الحوار الذي دار يوما بين سيدي أحمد البدوي ووالده رضي الله عنهما وإليك أخي الكريم قصة الحوار، عندما لاحظ والد سيدي أحمد البدوي زهد ابنه وإعراضه عن الدنيا واشتغاله بأعمال العبادة والذكر دخل عليه يوما وسأله قائلا:

"يا أحمد أتريد أن تكون قطب الوقت، فرد البدوي قائلا: وما قطب الوقت يا أبتاه، فقال الأب: هو رجل الوقت القطب الغوث الوارث المحمدي في زمنه ووقته، هكذا كما يقول الصوفية، فقال البدوي: رحمك الله يا أبتاه لماذا تقول لي هذا، فقال الأب، يا بني لما أراه عليك من حال منذ طفولتك زهدك في الدنيا وإعراضك عن زينتها وحبك للخلوة واشتغالك بالعبادات والذكر، وكلما دعوناك إلى طعام وجدناك صائما، وإذا تحسسناك في المنام وجدناك قائما لله ومخالفة حالك لحال أقرانك، كل ذلك هو الذي دفعني لأقول لك ما قلت..

فرد البدوي قائلا: رحمك الله يا أبتاه أترى أن منازل القلوب والعطاء الرباني يأتي على أثر بذل المجهود، رد الأب قائلا: نعم يا بني لقول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، ولقوله سبحانه: "وما يلقاها إلا الذين صبروا"، فرد البدوي قائلا: صدقت يا أبتاه ولكني أرى خلاف ذلك، فقال الأب، ماذا ترى يابني، فقال البدوي، أرى يا أبتاه أن منازل القلوب تمنح وتوهب من الله من عين الكرم والجود الإلهي لقوله عزوجل، : "قل بفضل الله وبرحمته"..

يا أبتاه ٱن الله تعالى نظر في عباده من قبل أن يخلقهم فاجتبى واصطفى بعلمه منهم من شاء ثم نظر إليه بعين عنايته، وحينما أذن لهم بالظهور رزقهم أنوار هدايته ثم أتم عليهم الفضل فجعلهم أهل ولايته..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف