الجمهورية
اللواء محمود زاهر
رأي في قضية قومية .. سياسة الإسلام لله .. "39"
بقدر علمي القليل.. أستطيع أن أؤكد بأن كل مواطن هو محب لوطنه.. أياً كان تخيله وتصوره أو رؤيته القياسية لذاك الوطن ..¢فأنا مثلا¢.. كنت أري وطني هو حضن أبي ودفء حياتي بأمي وأخواتي وأمان بيتنا الكبير الذي لم يكن يخلو من غدو ورواح كبار وصغار عائلتي الكبيرة.. وكيف كانت سعة الأرض الخضراء والأشجار المثمرة وجداول المياه مرتعا لي مع كثرة من كانوا صغارا مثلي ومن أهلي .. ثم صار وطني قريتي وصداقاتي بها ثم المدرسة وكثرة أصدقائي ونشاطاتي بها سواء كانت علمية أو رياضية أو فنية وخاصة القيادية الذاتية منها بالنسبة لي.. وهكذا راح يتسع بالكلية الحربية معني الوطن بنفسي.. فلما لم أستشهد عام 73 بحرب رمضان المجيدة وقد إستشعرت بمعني الإنتصار .. وبات العلم مقياس تحديد وطني ..¢إمتلأت يقينا بأن مصر هي جنتي بالدنيا¢.. وكنت كلما ذهبت لدولة وطال بي زمن العمل بها مهما إستحسنت طيب بعضها..كنت أشعر بأنني خارج الجنة..وأمتليء غبطة ورضا وأمانا عندما تلمس قدماي أرض مطار مصر ..¢اليوم¢.. وقد بات كل مكنون نفسي العلمي الإستراتيجي هو ..¢أمنها¢.. صرت أدرك ملامح وجه الخوف التي تؤرقني ليلا ونهارا.. نعم.. فقد بت أدرك واقعية وجود جنة في أرض دنيا جوع الغوغاء وطمع السفهاء وإجرام ضلال باطل ظنون المعتقدات وإستراتيجيتها السياسية وشدة ما بها من مكر مستهدفات.. ومعهم حق فمصر جنة فكيف لا يطمع فيها من كانت معيتهم خلاء فضاء لا تظلها سماء بها لهم أمل ورجاء..
أعتقد بالتفكر العلمي الحق في الأسطر السابقة .. يمكنني أن أشير إلي كيف يصبح اليقين بالله سياسة عملية .. وقراراً قابلاً للتنفيذ سلوكيا سياسيا.. ولا أشير هنا إلي القرارات الذاتية الشخصية .. ولا حتي القرارات الجماعية التي أملك إمكانياتها وقوة فرض تنفيذها .. بل أشير تحديدا للقرارات المصيرية التي يحتمل تنفيذها الخشية من ردود أفعال أعداء وطني عليها.. نعم..¢ ردود أفعالي الإستراتيجية الدولية¢ ..خاصة حينما تكون قراراتي السابقة قد حققت عمليا نجاحات وإنجازات وطنية مشهودة .. أي ..¢قد صار بين يدي ما أخاف عليه¢.. حينئذ وتحديدا تتم مواجهة إختبار اليقين الحق..
منذ حوالي أربعين سنة تقريبا.. سجلت علميا بحثيا إستراتيجية ..¢إبليس¢.. العدائية لنا جميعا كذرية آدم.. وهي تتلخص في أمر واحد هو.. البلوغ بتفكير البشر وحركتهم العملية التنفيذية إلي السرعة ..¢نعم السرعة¢.. التي تتواكب مع سرعته الفكرية وكذا سرعة قراره وتنفيذه عمليا.. أي ..¢البلوغ بسرعة الثقل الطيني إلي سرعة النار¢.. حينذاك..يستطيع السيطرة بل الهيمنة عليهم تماما.. وهكذا يتبعه البشر جميعا عدا قلة أو ثلة وهم ..¢عباد الله المخلصين¢.. وهذا قول فصل سياسي واقعي.. أنشره للمرة الأولي بذاك البيان - والبيان الحق لله - وحتي يتضح أمر تلك السرعة وإرتباطها بتمكين إبليس من ذرية آدم.. نخط ونسجل النقاط الآتية بعد :
1- لقد أمرنا الله سبحانه وتعالي .. بالسير في الأرض والنظر في آياته .. أي النظر المتفكر والمتدبر فيما نري ونسمع ونستشعر بالفؤاد ثم نجتهد في إعقال كل ذلك وإقرار ما أعقلناه بأنفسنا.. أي إقرار الله تعالي ربا ومالكا وإلها في أنفسنا وبالتالي الأخذ سياسيا بما أمر وعدم الأخذ بما نهي عنه.. وتكرار ذلك يعني تكوين اليقين في الله وبه في أنفسنا وسياستنا العملية .. وهذا ما لا يحبه ولا يرضي به إبليس..
2- العملية العقلية النفسية القياسية السياسية السابقة ..¢ترتكز علي وفرة وإتاحة الزمن¢..والسرعة ..أي العجلة.. هي المدمر لذاك الإرتكاز وحصيلته..
3- طينية خلق الأدمي وثقله الوزني بها.. تجعل حركته وتأمل التفكير به أقرب لمرتكز إستخلاص اليقين.. ولا حيلة لإبليس في تغيير خامة خلق الآدمي.. ولكنه لو تمكن من الوصول إلي الوسيلة التي بها يتحول ثقل وبطء تفكير الإنسان وحركته إلي السرعة.. ثم السرعة الفائقة التي تواكب سرعة النار.. حينذاك يستطيع تدمير مرتكز حق الإستلهام.. وإحقاق حق التفكر والتدبر والإعقال ..¢ثم بلوغ اليقين¢...
4- يعلم إبليس فطرة العداء البعضي البيني التواجدي بالدنيا الأرضية .. ويعلم أن البقاء فطرة وغريزة متمكنة في الخلق والأحياء بالأرض ..¢وخاصة الإنسان¢.. وبهذا يعلم أن قانون سد الإحتياجات المادية والمعنوية سيكون أساس تحويل العداء وحب البقاء إلي ..¢صراع¢.. بل ويعلم أن المال والبنون هما غاية صراع البقاء ..¢بل البقاء الآمن المستديم أي الهيمنة الكاملة¢.. ويعلم أيضا أن الصراع ومحتواه التخطيطي ..¢أي الإستراتيجي¢.. لا يحسمه سوي الإستباق إلي القوة ..¢أي السرعة بالقوة¢...
5- يعلم إبليس أن مسيرة الناس الجمعية الإجتماعية ..¢هي أشبه بقطيع¢.. نعم.. قطيع لا يتحكم في حركته وإتجاهه ووجدانه سوي رأسه.. نعم ..¢رأسه القيادية¢.. فإذا حكم وتحكم في نوعية وكمية وكيفية علمها ..¢هيمن علي القطيع وتواجده¢...
6- بالبند السابق .. حدد إبليس هدفه الإنساني.. ولكن.. أي رأس سيحددها.. إنها رأس واحدة فقط هي التي له عليها سلطان .. إنها الرأس المفرغة من ذكر الله.. الرأس التي إستولي عليها النسيان وخيانته.. الرأس التي لا تري سوي رفعة وبقاء ذاتها.. الرأس التي هواها إلاهها .. الرأس الساجدة في محراب باطل بغي العلم..
7- من بعض الرأس القيادية السابقة وجنود إبليس بالقطيع يتكون حزبه الشيطاني السياسي.. بل تتكون دولته الإنسانية ..¢بل تحالفه الدولي¢.. الذي يهندس شرع ومؤسسات سياسة القطيع البشري.. ولأنه يعلم أن مآل كل قوة من دون قوة الله هو الزوال .. فلا ينفك عن إشعال سرعة الإستباق العدائي داخل حزبه ودولته وتحالفه حتي يضمن أن القوة الجديدة الصاعدة للقيادة لم ولن تخرج من تحت هيمنته ..¢هذا¢.. هو الواقع المحيط بنا جميعا سياسيا.. الواقع الذي يحتم سؤالا.. أين حزب أو دولة أو تحالف ..¢عباد الله المخلصين أهل اليقين¢.. وهل سيظلوا فرادي .. أشتات..؟؟
وإلي لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
السبت الثاني من يونيو عام 2018 ميلادية والسابع عشر من رمضان عام 1439 هجرية.. بداية الولاية الثانية لمن أحسبه عبدا لله مخلصا.. أدعو الله له ولمصر بحق قوة السداد..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف