بوابة الشروق
حسن المستكاوى
الأداء الجماعى.. والكرة هى الفريسة..!
** هل الأفضل النتيجة أم الأداء فى كرة القدم؟ هل يمكن الجمع بين الاثنين دائما؟ هل هناك فرق ومنتخبات حققت تلك المعادلة الصعبة؟ هل تغير وجه الجمال فى اللعبة؟
** تلك أسئلة مطروحة منذ زمن، وإجاباتها طويلة وعميقة، لكن باختصار الأداء الجيد والقوى ينتهى بنتائج جيدة غالبا، لكن فيما يتعلق بالابتكار قليلة هى الفرق والمنتخبات التى أبدعت وابتكرت فلسفة جديدة فى تاريخ كرة القدم وفى بطولات كأس العالم. ومنتخبان تحديدا كانا صيحة عصرهما، إلا أنهما لم يحرزا اللقب. والمنتخبان هما فريق المجر الذهبى فى الخمسينيات، وحين خسر المباراة النهائية أمام ألمانيا قال التاريخ عن فوز الألمان: «معجزة بيرن». فى إشارة إلى المدينة التى استضافت النهائى. أما الفريق الثانى فهو منتخب هولندا 1974 و1978. فقد خسر النهائى أمام ألمانيا ثم أمام الأرجنتين.
** الفرق والمنتخبات التى فازت ببطولات وأمتعت الجماهير بإبداعات لاعبيها هى البرازيل 1970. بينما قدم منتخبها عروضا ممتعة عام 1982 ولم يحرز اللقب، وكذلك ألمانيا 2010.. وعلى مستوى الفرق هناك بالترتيب الزمنى ميلان وإنترناسيونال، وريال مدريد وبرشلونة. وأخيرا مانشستر سيتى.. والمدربون الذين ابتكروا وقدموا الجديد يعدون على أصابع اليد الواحدة، ومنهم أريجو ساكى، ورينولز ميتشيلز، وجوارديولا، ويورجين كلوب وسيميونى وكونتى. لكن أسماء المدربين الذين حققوا بطولات وإنجازات قائمة عريضة وكبيرة.
** منتخب ألمانيا من الفرق التى غيرت أوجه الجمال فى اللعبة، بالأداء الجماعى، وذلك من نتائج ثورة بدأها الألمان بعد بطولة أوروبا 2000.. ومن ثمار تلك الثروة منتخب 2010 فى جنوب إفريقيا والمنتخب الفائز ببطولة كأس العالم فى 2014 ومنتخبها الشاب الفائز بكأس القارات عام 2017... فالأداء الجماعى هو البطل الآن فى كرة القدم. لكن حين يسلح فريق يؤدى بجماعية بمهارات فردية رفيعة المستوى، نصل فى تلك الحالة إلى أعلى مستويات كرة القدم.
** لا يوجد لاعب وحده يمكنه تحقيق الانتصارات أو البطولات. هذا أمر لا يستطيعه ميسى ولا رونالدو ولا يستطيعه محمد صلاح. وهذا هو الفارق بين ميسى مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين، وبين رونالدو مع ريال مدريد ومع البرتغال. وصلاح مع ليفربول ومع المنتخب. فاللاعب السوبر يحتاج إلى أداء جماعى كى تظهر مهاراته بشكل أفضل مهما كان زمن اللعبة واتسعت المساحات، وغابت الطرق الدفاعية، وأيضا مهما علت قيمة المهارة الفردية. فاللاعب يحتاج إلى مهاجمين يهاجمون بجواره، وإلى لاعبى وسط يمدونه بالكرات طوال الوقت وليس بعض الوقت. وهو بالطبع مثل غيره يستند على دفاع قوى لا يخترق ولا يهتز.. وعلينا جميعا أن نتذكر أن قوة بيليه ومهاراته تجلت مع فريق قوى ومتكامل. وكذلك مارادونا وكرويف وغيرهما من النجوم السوبر.
** الأداء الجماعى هو ما تعكسه تميمة مونديال روسيا «الذئب زابيفاكا» الهداف الصغير الذى يرتدى معطفا خفيفا، ويرسم ضحكة ودودة. وابتكرته الطالبة إيكاترينا بوتشاروفا التى تقول عن تصميمها: «الذئاب تعمل بشكل جيد مع المجموعة». وهذا صحيح كما تفعل كلاب الهاسكى فى جر زحافات الثلج، أو كما تعمل الذئاب فى عمليات الصيد.. بمطاردة الفريسة حتى تقع.. أليست الكرة هى الفريسة التى يطاردها فريقان ويتصارعان عليها؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف