الجمهورية
منى نشأت
غريب في.. بدني
كلهم كانوا راضين عني.. حتي دون أن أمنحهم مجرد ابتسامة يؤدون ويبرعون في الأداء يذكرونني بفيلم خلطة فوزية حيث يتجمع حول البطلة كل أزواجها السابقين أيا كانت حكاية طلاقها منهم.. خناقة.. أو بالحسني ومهما كان الخطأ منها أو من أحدهم المهم أن إلهام شاهين تجمعهم في يوم من كل أسبوع ويتفننون في ارضائها هذا يعرف حبها للسمك فيصطاده لها وذلك يأتيها بالحلو الذي تعشقه الكل حول طليقته السابقة يلتف وبينهم يجلس زوجها الحالي وما من أحد ينال من حلاوة الجلسة بكلمة جارحة أو اشارة لما كان من مشاكل أدت لطلاق ولا زوج سابق يستثير غيرة حالي وفوزية تطهو الطعام وتدور بأكواب الشاي وهي سعيدة واللمة حولها أكثر أنسا وبهجة.
قريب جداً
كانت أعضائي من زمن ليس ببعيد تحيط بي وكأني فوزية خلطتهم بمهارة وروعة وحب وائتناس عيني ممتنة لما تسمع أذني وقلبي يرقص لما يدور بالعقل وبعض يهدهد بعضي.. بأجزاء تربت علي بعضها وتحنو دون مجهود ابذله.. جميعهم راض عني أجتاز بهم أي محنة كحاوي يمر من طوق نار وجسده ملقي عليه بنزين.. ولا أحترق فقط اخترق.
فما الذي أصاب أعضائي إن وقعت عيني في غرام قطعة شيكولاتة خرج بالبندق عن طوعها ونفذ من درجة لونها البني المخلوط ببياض اللبن بقدر يحيلها لإلهام بالتهام. تلعب الرغبة لقضمه ما تكاد تصل للأسنان حتي تئن.. ولا تقدر متعة الشفاة واللسان ولا عملت اعتباراً لاشتهاء العين.
ويجري في الدم سكر.. أعراضه علقم.
فإن وصلت حاسة الشم رائحة زكية لكائنات مائية مشوية ومقلية.. جمبري واستاكوزا متاع للآكلين.. تضررت الأصابع ومشي داخلها جيوش من النمل.. تبحث عنها العيون فلا تراها وتحاول اليد تحسسها فلا تلمسها.. بعد أن خبأها الجلد وأخفاها بينه وبين اللحم وترك الأطراف لحالة تنميل.
بره.. وبعيد
مالك يا جسدي.. أحاول عقد صلح بينك وبينهم.. وكلهم مني.. فأجدني أغني مع حليم "بعضي يمزق بعضي".. من الذي أحدث تلك الفجوة.. الجفوة.. هل دخل بيننا غريب. كذلك الأبيض الذي تسلل بين خصلات شعري فسلبه رونقه.. وكتلك الخطوط التي تظهر حول شفاهي ان حاولت الابتسام وتجري لتحيط بالعيون أن تجاوبت مع الفم في السعادة.. يسمونها تجاعيد.. ولم يعد شرها "بره.. ولا بعيد".
غريب هذا الأمر.. كيف تستقطع سنتيمرات من طولي.. أكلما ارتفعت قيمتي قلت قامتي. أذكر انني كنت أكتب بأصابع أطول وقامة ممتدة أكاد أصل بها للسحاب.. والأغلب انه هو الذي كان ينحني ليأتيني.. ثم هجرني وارتفع غير اسف علي فراق.
كان ما معي يكفي ما أريد ويزيد.. ثم حولوا الراتب إلي مصطلح معاش.. ويبدو انهم كالعرب الأوائل يسمون الأشياء بعكسها.. فهم يقولون معاشا ويقصدون به الموت. فبه لن تستطيع الحياة. فبعد أن استقطعوا من الراتب عشرات السنين.. لم يمنحوا ما أخذوا ولا ندري من الذي حظي بالغنيمة.. إلا انهم يلقون إلينا بأقل القليل.. فيتحول القادر إلي محتاج.. والحي إلي شبه ميت.
حالة خصام
سيارتي كانت تجوب الميادين والمدن. صارت خالية من الوقود. هل ارتفع ثمنه أم فرغت محفظتي وتوقفت مركبتي.. بعد أن صارت قدماي لا تقويان علي حملي.
سحقا لسنوات.. استنزفتنا.. ودفعت بأعضائنا للشقاق والفرقة. لكني مصرة علي أن أكمل مع كامل الشناوي أغنية عبدالحليم التي بدأت بها.. أغنيها لكل أجزائي المارقة عني.. "سألت عقلي فأصغي وقال لن تراها.. وقال قلبي أراها ولن أحب سواها".
فمهما أذنبت فالذنب ذنبي.. فهي مني وأنا منها.. شظايا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف