الأهرام
عبد المجيد الشوادفى
«رمضان» واستفزاز الأغلبية الشعبية
الخصائص والفضائل التى يتميز بها«رمضان» عن بقية الشهور الأخرى تتمثل فى التصالح والتسامح والتراحم والتعاطف والتحاب والتحلى بالأخلاق الطيبة والتعفف عن الاساءة والإيذاء للغير بالقول والفعل لتكون تلك الصفات عنواناغالبا فى التعامل الإنسانى مع نفسه والناس ويظهر أفضل مالديه فى حياته ويجعل حديثه من التعبيرات الجميلة فى لقائه بالآخرين احتراماً وتقديراً لذلك الشهر الكريم وكأنه على موعد للتقرب إلى الله بما يفوق سلوكياته الأيام الأخرى من العام..

ولكن ماسبق ذكره يتنافى مع ماتزخر به الساحة الإعلامية من إذاعة وصحف وقنوات لاستعراض وبث أحداث مسلسلات وبرامج تسمى(الدراما الرمضانية) وكل محتواها أساليب الهزل والسخافة المحشوة بالمجاهرة بمشاهد جنسية وأنواع الفجوربدءاً من تعاطى المخدرات والخمور وانتهاء بالألفاظ البذيئة والضرب وكأنها وسائل للترويج للأجيال الشابة اساليب المعاملات الأخلاقية فيما بينهم بجانب ماحملته من إثارة العنف ضد المرأة وغضب أبناء الصعيد لما اعتبروه إهانة لهم بالإضافة لفئات مهنية من مختلف طوائف الشعب وإحدى الدول العربية وعدم احترام اللغة العربية واستخدام حوارات بالإنجليزية دون ترجمة.. ومافعله المجلس الأعلى للإعلام بتقييم تلك الأعمال منذ بداية عرضها ورصدالمُخالفات وتوقيع غرامة مائة الف جنيه على القناة..ولم يكُن ذلك نهاية مطاف الإثارة الشعبية الذى أحدثته تلك الأعمال المُسماة «الفنية» فقد تكشفت مفاجأة تكاليفها الباهظة التى تجاوزت المليار جنيه وذهب نصف التكلفة كأجور مفزعة لمجموعة محدودة من مؤديها رجالاً ونساء مصريين ومن الدول العربية أيضاً يُطلق عليهم «كبار النجوم» ورغم ماتعانيه تلك الوسائل الإعلامية من الأزمات المالية فإن أجورهذه الفئة من الرجال تراوحت بين عشرة ملايين وهى الأقل أجراً وحصل عليها عمروسعد عن مسلسل «بركة» الذى تأجل عرضه فى الموسم الحالى.. والأعلى أجراً ستين مليوناً حصل عليها عادل إمام عن مسلسل عوالم خفية ومن كبار النجمات كانت الأعلى اجراً هيفاء وهبى وحصلت على مليون وستمائة الف دولار باعتبارها «ليست مصرية» وهو مايُعادل نحو 25 مليونا و800ألف جنيه عن مسلسل «لعنة الكارما» وكانت الأقل أجراً«صبا مُبارك» الأردنية وحصلت على خمسة ملايين جنيه وفى إطار ما «أمكن حصره», طبقاُ لمُسميات جهاز المحاسبات فقد بلغ ما حصل عليه عشرة رجال وسبع من النساء عن أعمالهم التى تعرض على مدى الثلاثين يوماً-اربعمائة وسبعة ملايين وثمانمائة ألف جنيه لاغير..رغم تأجيل عرض ثلاثة أعمال هذا الموسم..

ويبقى التساؤل هل يتفق هذا مع ماينشده الرئيس عبدالفتاح السيسى من تقريب للفوارق بين طبقات المجتمع وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر فقراً والفقيرة ومحدودى الدخل والطبقة المتوسطة الذين يتحملون المعاناة لمواجهة الأزمةالاقتصادية وارتفاع الأسعاروتنفيذ المشروعات القومية..أم ما يحدث استفزاز مقصود ومُتعمد للأغلبية الشعبية فى رمضان؟!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف