جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام البرلمان مع بدء ولايته الثانية تاريخيا ومهما, حيث رسم خارطة طريق لِغَد افضل لمصر من خلال قيادته التى نثق فيها ..فلقد حمل الخطاب رسائل عديدة كلها تتصل بالحياة اليومية للمواطن المصرى. لكن أهم رسالة من وجهة نظرى هى بناء الانسان المصرى التى أكد أنه على رأس أولويات الدولة فى المرحلة المقبلة.. ففى بلد تعداده 100 مليون مواطن يصبح بناء الانسان ضرورة ملحة بحيث يكون لدينا أساس يتيح بناء دولة حديثة ومتقدمة. ومن المؤكد أن بناء الانسان لابد ان يبدأ منذ الصغر ولابد أن يكون على أسس سليمة وواضحة لكنه ايضا يمكن ان يكون من خلال إصلاح الخلل المجتمعى فى القيم والذى كان ممنهجا أيضا خلال السنوات السبع الاخيرة حيث انتشرت سلوكيات مرفوضة وممارسات عنيفة فى حاجة الى اصلاح والى مراجعة والى تطبيق القوانين الرادعة على أرض الواقع..

وهنا اتوقف عند دور المرأة المصرية لأنها الأساس فى بناء الإنسان وهى الأمل فى بناء الأجيال الجديدة وفى التعامل مع سنوات التشكيل الاولى لأبنائها الاطفال والمراهقين والشباب ولابد ان تدرك المرأة المصرية ان لها دورا أساسيا وحيويا فى استقرار الوطن وفى تربية وتوجيه أبنائها حتى لا تتركهم نهبا لكل من يريد العبث بعقولهم او استقطابهم الى طرق اخرى وعرة قد تتسبب فى تدمير عقولهم وتسميم أفكارهم وتدمير مستقبلهم ..

إن هناك عوامل كثيرة خارج البيت قد أصبح لها تأثير مباشر على عقول الشباب والأطفال وعلى تفكيرهم وعلى سلوكياتهم ولم يعد البيت هو العامل الاول المؤثر على الأبناء .كما كان فى الماضى ..فهناك وسائل الاتصال والتواصل المفتوحة لكل التيارات ولكل الأفكار وهناك اصدقاء السوء وتأثيرهم على انحراف الشباب اليافع وهناك الذين يتصيدون الشباب لجرهم الى افكار التطرف والانحراف.

وهنا أيضا يبرز دور الأب الأساسى فى تربيه الابناء وتوجيههم وتنمية الانتماء للوطن ومتابعة الأبناء عن قرب لأن الأب بالنسبة للأبناء قدوة ومثل يحتذى به. واذا كان الرئيس قد دعم المرأة المصرية ورعاها فانه عليها ان تدرك ان هذه أيضا مسئولية عليها فإن تضطلع بها لتواصل دورها كشريك فى صناعة مستقبل افضل للوطن. ًوفى المقابل فإننا نطالب الرئيس بأن يواصل دعمه للمرأة المصرية وان يوجه بتفعيل مواد الدستور وخاصة ما يتعلق منها بالتزام الدولة بالمرأة المعيلة التى تشكل 30% من الأسر المصرية, ونطالب أيضا بتوسيع رقعة برنامج تكافل وكرامة للأسر الأكثر فقرا.. وبأن يزيد عدد النساء من ذوات الكفاءة فى المواقع القيادية ومواقع صنع القرار ..