فيتو
محمود فتحى
حكومة «حماية» لا «جباية»
أيام قلائل ويُعلن عن التشكيل الحكومي النهائي، الذي يعتبره البعض تحديثًا وتطويرًا لا تجديدًا، فالتجديد يعني هدم القديم وإقامة الحديث مكانه، بينما التحديث يعني أنك تركت بعض القديم وحَدَّثت بعضه، وأيًّا ما يكون، فإن المطلوب من الحكومة أيًّا كان شكلها ونوعها أن ترعي مصالح الشعب، وتقوم على أمره، وأن تسعى لرفاهية الوطن وتقدمه.

وهو الأمر الذي يحدث حاليًا بسببه الكثير من اللغط والأقاويل، فالناس ومنذ زمن ليس ببعيد قد ترسخ في أذهانها أن الحكومة -أي حكومة- هي حكومة جباية لا حماية، مع أن الأخير هو الأصل، فالحكومات قد أُنشئت لرعاية المصالح وتصريف الأمور لا لتعذيب الناس وخلق الأزمات بينهم.

ومن المفترض أن تعمل الحكومات لما فيه خير البلد وصالح العباد، بعيدًا عن اختلاق الأزمات وافتعال المشكلات وتكدير حياة المواطنين وإذلالهم، فالناس بحاجة إلى من يحنو عليهم ويشعرهم أنه جاء لخدمتهم، وليس بعيدًا عنهم، وبحاجة إلى من يفهمهم الأمور بعيدًا عن التعالي والكبر والغرور والحديث المتعالي الذي يشعر المواطن بأنه غير موجود على هذا الكوكب، أو أن السيد الوزير قد هبط من السماء على أهل الأرض، وأن هذه نعمة كبرى يجب أن يحمدوا ربنا عليها.

الناس الآن تحتاج إلى حكومة تعمل أكثر مما تتحدث، وترى أكثر مما تسمع، وتسمع أكثر مما تتكلم، وعليها أولاً وأخيرًا أن تتقي الله فينا، فنحن أولى بمن يحن علينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف