مجلة المصور
أحمد أيوب
صورتان .. ووطن يعود
فى ٣ يونيو ٢٠١٤ أقسم الرئيس السيسى اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية رئيساً لمصر لأربع سنوات بإرادة شعبية كاسحة.



وفى ٢ يونيو ٢٠١٨ أقسم الرئيس السيسى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب رئيساً لفترة ثانية وبنفس الإرادة الشعبية الضخمة.



بين المشهدين ٤ سنوات كانت فارقة فى عمر الوطن، بدأها الرئيس بالقسم أمام الدستورية، لأنه لم تكن مؤسسات الدولة قد اكتملت بعد أن هدم الإخوان فى عامهم الأسود الكئيب كل ما يمت بصلة للدولة المدنية، فلم يكن هناك برلمان يمثل الشعب، وكانت المؤسسة الأمنية تعانى من الضربات التى تلقتها على مدى ثلاث سنوات متتالية منذ ٢٠١١ وحتى أزاح الشعب الجماعة الإرهابية، مثلما كانت مؤسستا الأزهر والكنيسة تحاولان علاج ما أفسدته الجماعة المخربة، بل حتى القضاء والإعلام كانا مازالا يعانيان من آثار حكم الإخوان والفوضى التى طالتهم بفعل المؤامرات الحقيرة التى أديرت ضد المؤسستين وقياداتهما.



تولى الرئيس السيسى المسئولية فى «شبه دولة» تعانى بل تئن من الفوضى والخراب الذى تركه الإخوان ومن تحالفوا معهم ضد الدولة الوطنية المصرية أو تنفيذاً لأجندات خارجية.



لم يكن فى هذه الدولة سوى شعب استفاق وأدرك الخطر ويريد أن يستعيد دولته ليأمن بعد خوف ويستقر بعد فوضى، وجيش متماسك صامد، وشرطة تحاول أن تسترد عافيتها، لذلك كان شعار الرئيس السيسى منذ أول يوم هو استعادة الدولة المصرية بكل مقوماتها واستعادة مؤسساتها، أمنيا وقضائياً وبرلمانياً وإعلاميا وثقافياً ولم يدخر جهداً فى هذا السبيل، قاتل من أجل تثبيت أركان الدولة، والقضاء على الفوضى، تحمل الكثير من الجهد والنقد وأحياناً الغضب لكنه كان يعلم أن هذا الثمن ضريبة لابد أن يدفعها حباً فى هذا الوطن الذى قبل أن يكون على رأسها فريق إنقاذه من مؤامرة إسقاطه.



أربع سنوات من العمل الشاق المضنى سواء فى المواجهة الحاسمة ضد كل ما يتهدد البلد، من إرهاب ممول ومخطط، ومؤامرات لا تتوقف، ومحاولات حصار لا تهدأ، وكذلك قتال من أجل لملمة أشلاء شبه الدولة واستعادة قوتها من أجل البناء، مد الرئيس يده إلى الجميع، ناشد الكافة ليكونوا معاً من أجل الوطن، سافر من الشرق إلى الغرب كى يخاطب العالم ويقدم لهم مصر الجديدة ويستعيد الصورة التى شوهتها الجماعة ومن ساندها من قوى إقليمية ودولية كانت تراهن على إسقاط مصر.



تحدى الرئيس المستحيل، واجه خبث المتآمرين بصلابة المحاربين ويقين الواثقين وابتسامة المنتصرين لأنه كان يعلم أن النصر قادم ومصر عائدة وأعداؤها مندحرون، حفر فى الصخر، اقتحم الصحراء بمشروعات لم يكن يتوقع أحد أن تنجح، فتح أبواب الأمل التى كانت مغلقة، وحطم أرقاماً كانت كابوسية وما ظن أحد من المصريين أو غيرهم أنها ستنكسر، منها البطالة التى انخفضت، والعجز فى الموازنة الذى تراجع، والنمو الذى ارتفع، والاحتياطى الذى عاد أقوى مما كان، والمشروعات القومية التى تحققت بأرقام غير مسبوقة، وكل هذا وهو يقود معركة الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب وحماية الأمن القومى للدولة المصرية.



ونتيجة هذا الجهد والعرق المخلص من أجل مصر كان لابد أن يأتى الحصاد متجسداً يوم ٢ يونيو الجارى عندما أقسم الرئيس أمام المؤسسة البرلمانية، إحدى مؤسسات الدولة التى كانت غائبة فحضرت بقوة بعدما أعلن رئيسه نتيجة الانتخابات الرئاسية التى أجرتها هيئة مستقلة يقودها عدد من رجال القضاء الذى كان مهدداً فأنقذته الثورة من مخطط إخوانى للسيطرة عليه، ونقل مشهد القسم إلى العالم بشاشات الإعلام المصرى الذى يستعيد قوته ومصداقيته، ووقف رجال الشرطة يؤمنون الموكب بكل كفاءة واقتدار واحتفلت القوات الجوية فى سماء مصر باليوم التاريخى.



هذه هى مصر القوية القادرة على العودة سريعاً وتحويل الفوضى إلى البناء، مصر التى يجب أن يراها العالم ورئيسها الذى يحترمه الجميع.



رئيس تسلم شبه دولة، وبجهد قتالى وطنى ودعم شعبى استعاد الدولة بكل أركانها وقوتها وبريقها ليبدأ ولايته الثانية بموجة جديدة من المعارك، لكنها هذه المرة هدفها الإنسان المصرى الذى حان الوقت ليعاد بناؤه من جديد ثقافياً وتعليمياً وصحياً، سيواصل الرئيس طريقه لاستكمال البناء وحماية مصر ويقيناً كل مصر ستكون خلف الرئيس السيسى فى معركته القادمة، لن نتخلى عنه، سندعم توجهه، سنكون رجالا فى كتيبته وفريقه لإنقاذ الوطن وبنائه بأسس وثوابت جديدة، سنردد دوما خلف الرئيس.. تحيا مصر قوية ثابتة متقدمة.. تحيا قيادة مصر وجيشها، وسيردد العالم معنا .. يحيا شعب مصر بإرادته وإصراره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف