أحمد السرساوى
نوبة صحيان .. الموساد والبلقان والإخوان !
حكاية غريبة.. لكنها واقع، دارت أحداثها بين اسرائيل وتونس وبعض دول البلقان تكشف عن اختراق الموساد لساحة جديدة في البلقان بمساعدة تركيا والإخوان!!
تبدأ الحكاية بموضوع صحفي نُشر منذ أيام بجريدة اسرائيلية معروفة بميلها لجماعات الاستيطان واليمين المتطرف تُدعي »ماكور ريشون» أي »المصدر الأول»، تعترف فيه صراحة بضلوع الموساد في اغتيال مهندس الالكترونيات التونسي محمد الزواري منتصف ديسمبر 2016 أمام بيته بمدينة صفاقس لابتكاره طائرة بدون طيار زود بها حركة حماس ولأبحاثه في اختراع غواصة متناهية الصغر تعمل بنفس الأسلوب.. وتكشف الصحيفة أيضا عن كيفية تنفيذ العملية من خلال 3 فرق، تضم كل منها 4 عناصر بعضهم تونسيون تورطوا في العملية دون علمهم بالتفاصيل، بينما من أطلق النار اثنان من منطقة البلقان يحملان جوازات سفر سلوفانية مزورة، وهما من أصل كرواتي لكنهم يعيشون بالبوسنة!!
أما علي الجانب التونسي.. فقد نجحت أجهزة الأمن في حل اللغز بعد وقوعه وتوصلت لطبيعة العملية والأشخاص المنفذين، رغم هروبهم إلي أوروبا، وذلك بفضل الكاميرات المثبتة في شوارع المدينة، فحرر الأمن التونسي مذكرات اعتقال بشأنهم للإنتربول الدولي، لكن ما حال دون القبض عليهم عدم وجود اتفاقيات لتسليم المجرمين بين تونس وبعض دول البلقان ومنها كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة!
السؤال الأهم.. كيف اخترق الموساد الاسرائيلي مجتمع دول البلقان المعروفة بعدائها التاريخي لليهود؟ وكيف قام بتجنيد عناصره فيها وربما اقامة محطات دائمة في ساحة لم يكن متواجدا فيها من قبل؟!
الجواب عند أنقرة.. فالعلاقات »الحميمة» بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والتركية المتعمقة في منطقة البلقان بما تضمه من خلايا إخوانية هي التي مهدت لوصول الموساد إلي هناك !!
ويشرح كتاب ممتع صدر حديثا عن الهيئة المصرية للكتاب، بعنوان »البرجماتية التركية والثورات العربية» للكاتبة منال فهمي البطران.. لماذا تحاول أنقرة إضعاف الدول العربية، بالتوازي مع بسط نفوذها بالمنطقة، ودور أردوجان وتنظيم الإخوان في ذلك.