نتعجب كل العجب.. ونحن في شهر أوكازيون الرحمة من رب العباد والمغفرة للخاطئين التوابين.. شهر رمضان المبارك والجميع يجاهدون أنفسهم طمعا في الفوز برحمة ومغفرة الله.. وهناك من ينذر نفسه طوال الشهر تطوعاً بالخير ومعاونة العباد المستضعفين.. والعجب العجاب ـ أن ينشغل البعض وسط هذا الجو الروحاني.. بالسرقة ونهب أموال الضعفاء من أهل مصر.. علي النقيض.. هناك كثيرون متطوعون بالخير في شهر الرحمة ولاشك أن رحمة ربنا تسترنا بسبب مثل هؤلاء الذين وجلت قلوبهم وعلي ربهم يتوكلون.. من هؤلاء »المستورين»‬ بحجب ما يفعلونه بخير بالمحتاجين يريدون وجه الله أذكر هؤلاء رغما عنهم لكي يتعظ الناس.. هم ثلاثة من المصريين »‬الحاج إبراهيم العربي.. ومحمد السويدي.. ومسئولو بنك البركة» هؤلاء القوم منذ سنوات فتحوا مراكز لإنقاذ المواليد الرضع والمبتسرين بأنحاء مصر.. ويجرون لهم أخطر جراحات القلب وغيرها.. ويوفرون فرق تمريض وطبية علي أعلي مستوي.. وحضانات وأجهزة تنفس بتكنولوجيا حديثة.. في صمت أنفقوا مليارات تطوعاً بالخير.. هم الوحيدون الذين لن تجد لهم إعلانات تبرعات مثل هوجة »‬التسول» التي تحترفها بعض الجمعيات الخيرية الذين يتاجر أغلبهم بآلام الفقراء والمرضي..
هؤلاء عرفتهم بالصدفة في ليلة وقفة العيد نهاية رمضان الماضي.. عندما ولدت حفيدتي »‬جنة» مبتسرة في ٦ شهور وجميع مستشفيات مصر عجزت أن توفر لها حضانة بجهاز تنفس حتي مكتب وزير الصحة.. وتنافس مرتزقة الطب بعرضهم حضانة بعد أيام تتكلف ٣٠ ألف جنيه شهريا.. وجميع الأطباء أجمعوا علي أنه لا فرص للحياة للمولودة »‬جنة».
بعد ساعات.. توصلنا إلي حضانات البركة المشتركة مع السويدي والعربي والجمعية الشرعية.. فتحوا لها مكاناً خصيصاً بمدينة نصر كان سيفتح بعد شهرين.. تولوا رعايتها 3 شهور وعلاجها مجانا حتي تسلمتها أمها.. الآن »‬جنة» تنعم بالحياة وعمرها يوشك أن يصل عاما.
أعتقد أنني سأخرج جزءاً كبيراً من زكاة مالي إلي هذا المكان.. وأعتقد أن كثيرين لن يضلوا الطريق إلي أهل الخير الصامت.. وليس المتسولون بإعلانات التبرع باسم فقراء مصر.