الجمهورية
سمير رجب
خيوط الميزان
*دعونا.. نتصارح بحرية.. ونضع المزيد من النقط فوق الحروف:
* الإصلاح للأغلبية..ولا دعم إلا بحساب
*كيف يقبل راكب المرسيدس علي نفسه.. الجور علي مستخدمي الميكروباص.. والأوتوبيس؟!
*تذكروا.. كيف كانت معظم قري مصر محرومة حتي وقت قريب من الكهرباء
*الآن.. فليبتعد أصحاب شعار"تكييف في كل حجرة" عن دائرة الفقراء.. ومحدودي الدخل
*الجماهير تفضل حكومة جديدة فكان لها ما أرادت
* نتطلع إلي وزارة تبيد البيروقراطية والروتين إبادة شاملة ووزراء يفعلون أكثر مما يتكلمون
*وتنبيه للأخوة في الأردن:
*أمريكا تحاول من جديد إحياء النظرية المقيتة: "الفوضي الخلاقة"
لقد اتفقنا في هذا الوطن علي أننا جميعا مشاركون .. وفاعلون.. كل منا يحرص علي مصلحة الآخر.. ويذود عنها.. ويقف بجرأة وشجاعة ضد من يحاول المساس بإنجاز حققناه.. أو في سبيلنا لتحقيقه.
من هنا.. لابد أن نضمن للأغلبية حياة آمنة.. مستقرة.. دونما صعاب أو عقبات.. أو مطبات علي الطريق..!
وغني عن البيان .. أن الإصلاح الاقتصادي الذي قررنا تطبيقه وتنفيذ برامجه إنما يستهدف الجميع .. أغلبية وأقلية.. وباعتبار أن الأغلبية تمثل السواد الأعظم من الشعب.. فبديهي أن يكون تحملها لتبعات هذا الإصلاح أخف وطأة .. وبالتالي فلتتحمل الأقلية عن رضا وقناعة الجزء الأكبر من تلك التبعات خصوصا وأن أفرادها قادرون.. متطلعون دائما إلي الأفضل والأفضل..!
***
مثلا.. لقد بُحّت أصواتنا علي مدي الأربعين عاما الماضية من ترديد مقولة" الدعم لمستحقيه" التي تم تعديلها إلي عبارة مستفزة لا جدوي من ورائها تقول"لا مساس بالدعم"..!
واستمرينا علي هذا المنوال حتي أصبحنا - لا قدر الله- علي شفا حفرة من الإفلاس..!
نعم..إفلاس.. إذ كيف تستقيم أوضاع شعب .. لا هم أمام حكوماته المتعاقبة سوي أن توفر له متطلباته الضرورية وغير الضرورية بأسعار تقل كثيرا كثيرا عن الواقع.. وبصرف النظر عن الوسائل التي يتم من خلالها تنفيذ هذه السياسة الكسيحة سواء بالاستدانة .. أو باستجداء المعونات.. أو التهرب عاما بعد عام من مواجهة الحقيقة الموجعة.. فقد ساد الأجواء نوع غريب من الاتكالية وتأجيل ما ينبغي عمله اليوم.. إلي الغد دون معرفة ما يمكن أن يخبئه من أزمات صارخة.
.. ولنأخذ مما جري عام 1977 بالتحديد مثلا عندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات توصيل الدعم لمستحقيه بالفعل وليس بالتمني..! وقتئذ .. شهد الشارع المصري بعض المظاهرات التي وصفها السادات نفسه بانتفاضة الحرامية.. لكنه سرعان ما تراجع عن الزيادات التي كانت ستطرأ علي أسعار بعض السلع.. ومن يومها ... بات "الدعم" يمثل وكأنه قدس الأقداس..!
لكن كانت النتيجة .. انهيار الاقتصاد.. وتدني مستوي الخدمات لا سيما بالنسبة للتعليم والصحة.. وأصبح الحصول علي رغيف العيش ضربا من ضروب المستحيلات .. حيث كان الناس يخوضون حروبا ضارية في سبيله..!
الآن وقد استفدنا من تجارب الماضي لم يكن أمامنا من سبيل سوي وضع العربة في مكانها الصحيح وتحديد المسارات الكفيلة بتحقيق الهدف بشفافية.. واستيعاب.. وفهم .. وإدراك.
ولقد قطعنا والحمد لله خلال الثلاث سنوات الماضية شوطا كبيرا في تنفيذ برامج الإصلاح أدت ضمن ما أدت إلي ارتفاع نسبة النمو.. وزيادة تدفقات رءوس الأموال وتراجع نسبة البطالة ووصول حجم احتياطيات النقد الأجنبي إلي أرقام غير مسبوقة..!
إذن- والحال هكذا- هل نستمر علي نفس النهج..؟ أم نتراجع .. ونتكاسل ونعود لنتواكل ونبحث عن سماء غير السماء يمكن أن تساقط علينا رطبا جنيا بلا جهد .. أو عرق..ودون تحمل بعض الصعاب..؟!
الإجابة باختصار لا تحتمل لبسا ولا تأويلا .. وليس بين ثناياها سوي اختيار واحد يضع الأغلبية فوق قمة جميع الاعتبارات..!
من هنا .. تثور بعض التساؤلات البديهية والتلقائية.. وأيضا العقلانية:
Xكيف يقبل راكب السيارة المرسيدس أو الـ"بي.إم.دبليو" علي نفسه الجور علي حق مستخدمي الميكروباص أو الأوتوبيس بالحصول علي لتر البنزين بنفس الثمن..؟!
وكيف تقبل أي حكومة "عادلة" سداد فاتورة لا تتوفر لديها موارد متطلباتها..!
يعني.. يعني.. لماذا تدعم الحكومة لتر البنزين 92 بما يزيد علي الأربعة جنيهات.. وهل من المعقول أن يبلغ سعر لتر البنزين80 الحقيقي سبعة جنيهات وأكثر بينما يجري بيعه بـ 3.66 جنيه.. ؟
الأكثر.. والأكثر.. تكلفة إسطوانة البوتاجاز تزيد علي الـ 160 جنيها في الوقت الذي تباع فيه محليا بـ30 جنيها فقط..!
لقد ارتفعت فاتورة المواد البترولية خلال التسعة شهور الماضية إلي 84 مليار جنيه..؟!
.. حلال هذا .. أم حرام..أكرر حلال هذا أم حرام؟!
***
X نفس الحال بالنسبة للكهرباء التي كانت معظم قري مصر حتي وقت قريب محرومة منها ..!
اليوم.. بعد أن دخلت النجوع والكفور .. هل نجيء لنحمّل أهالينا هناك أكثر من طاقاتهم بينما يوجد بيننا من يرفعون شعار"تكييف في كل غرفة" .. والذين ينبغي عليهم ألا يزجوا بأنفسهم في دائرة الفقراء ومحدودي الدخل وإلا لن تستقيم الأمور..؟!
.. ولعلها فرصة لكي ننبه أنفسنا من جديد بأن ديون قطاع البترول والكهرباء قد زادت علي الـ 900مليار جنيه.. فمن يتحمل سدادها يا أيها السادة المعترضون دائما.. والذين تصرون علي الإفتاء بعلم وبدون علم ..؟
***
ثم.. ثم.. نأتي إلي حكومة المرحلة الجديدة التي يقودها رئيس منتخب بأعلي نسبة من الأصوات.. هل كان من الأوفق استمرار الحكومة الحالية مع تغيير في بعض الحقائب الوزارية .. أم الأفضل أن يكون التغيير شاملا.. وواسعا.. وعاما..؟!
لقد انحاز الرأي العام إلي الخيار الثاني فكان له ما أراد.
نعم.. لا يمكن إنكار ما بذله المهندس شريف إسماعيل من جهد طوال فترة توليه رئاسة الوزارة.. جهد مشكور قدم بسببه رصيدا كبيرا من صحته التي نرجو ألا يحرمه الله سبحانه وتعالي منها.. وأيضا من رصيد شعبيته حيث إن قرارات الإصلاح الاقتصادي وما سببته من ارتفاع في الأسعار قد اتخذتها حكومته بشجاعة وجرأة وجدارة..!
لكن.. لقد علمتنا التجارب أن طول البقاء في المنصب.. يضر أكثر مما يفيد.. يضر بصاحبه وأيضا بالناس الذين بحكم تكوينهم البشري يتطلعون للتغيير..!
علي الجانب المقابل نحن نطالب الحكومة الجديدة .. بأن تركز جل همها علي نسف البيروقراطية والروتين نسفا.. بعد أن فشلت محاولاتنا علي مدي عقود وعقود في هزيمتهما.
إن المتعاملين مع أجهزة الخدمات الحكومية يعانون الأمرين.. وخذوا مما يجري في مكاتب الشهر العقاري علي سبيل المثال.. تجارب حية وواقعية.
كذلك نريد وزراء يفعلون أكثر مما يتكلمون.. بحيث لا يكرر لنا أحدهم نفس التصريحات ونفس العبارات التي مللنا الاستماع لها سواء منه.. أو من غيره..!!
***
أخيرا .. رأيت ألا أنهي هذا المقال دون أن أطل بكم ومعكم علي ما يجري في الأردن الشقيق..!
لقد تسبب مشروع قدمته الحكومة لزيادة الضريبة علي الدخل إشعال المظاهرات والتي عمل علي زيادة لهيبها كالعادة "الإخوان المسلمون"..!
علي أي حال.. أرجو ألا يغيب عن أذهان الأردنيين ..أن أمريكا تحاول من جديد إحياء النظرية المقيتة المسماة بـ"الفوضي الخلاقة"..!
لقد فعلت من ورائها ما فعلت في دول عديدة في الشرق الأوسط والآن ربما جاء دور الأردن وفقا لحساباتهم أو خيالاتهم..!
نعم.. الأمريكان تربطهم علاقة قوية بالملك عبد الله..!
لكن.. ومنذ متي ..يقيمون وزنا للعلاقات القوية أو غير القوية..؟
***
مواجهات
*شهر رمضان قارب علي الانتهاء .. لم يتبق سوي أيام معدودات .
أعجبتني.. أدعية أئمة المساجد في مختلف أرجاء المحروسة وهم يدعون لها بالأمن والأمان.. والازدهار.. والاستقرار..!
ونرجو أن يستجيب الله سبحانه وتعالي.. فهي" المحروسة" بفضله ورعايته .. وكرمه وجوده.
***
*المنافقون.. في الدرك الأسفل من النار.. وقد ذكرهم الله في مواقع عديدة من كتابه الكريم.
المشكلة .. أن المنافق.. يتصور نفسه.. مصلحا.. أو عالما.. أو قديسا.. وبالتالي يستمر في غيه وضلاله حتي تجيئه الضربة القاصمة..!
***
*الافتئات علي الحقيقة.. ذميمة ما بعدها ذميمة . المشكلة .. أن كثيرين يتعمدون.. الخلط بين ما هو كائن.. وبين ما ينبغي أن يكون..!
***
*مع ظروف الحياة وصعوبتها.. وقسوة أقرب الأقربين ونذالتهم.. يقول د. "برنارد أنتم في" أشهر أطباء زراعة القلب في العالم:
أصبحنا بحاجة إلي قلوب صناعية لا تتألم ولا تحب.. ولا تشتاق .. بل تنبض فقط..!
***
*وأعجبتني هذه المقولة:
يوم ما سيمر شريط حياتك أمام عينيك فحاول أن تجعله يستحق المشاهدة..!
***
* كلنا متفقون علي أن مسلسلات رمضان هذا العام من أسوأ ما أنتجته البشرية علي الإطلاق .. فماذا حدث..؟!
طبعا لا شيء.. بل وسوف يبقي الحال علي ما هو عليه خلال رمضان القادم وبعد القادم..!
وكل سنة وانت طيب..!
***
* وإليك هذه الأبيات من شعر الراحل علي الجارم:
يا ابنة السابقين من قحطان
وتراث الأمجاد من عدنان
أنت علمتني البيان فمالي
كلما لحتِ حار فيك بياني
رب حُسني يفوق عن وصف حُسني
وجمال ينسي جمال المعاني..
***
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف