الجمهورية
فريد إبراهيم
بالحسني - المخدرات في الدراما
رغم الضجة التي حدثت العام الماضي في رمضان حول مشاهد التدخين واحتساء الخمر التي ملأت مسلسلات رمضان العام الماضي إلا أن هذه الضجة كانت في الهواء فمشاهد التدخين والمخدرات والخمر في هذا العام فاقت ما كان في العام الماضي. بل إن بعض المسلسلات بدأت بمشاهد أبطالها يدخنون السجائر أي في التترات وبالتالي نفس المشهد يتكرر كل يوم.
ورغم وجود المؤسسات التي تواجه التدخين والمخدرات كصندوق مكافحة المخدرات ووزارة الصحة فضلا عن الأزهر والأوقاف والأجهزة المسئولة عن الإعلام إلا أن منتجي ومؤلفي ومخرجي المسلسلات تصرفوا وكأنهم لم يسمعوا أو يقرأوا شيئا عما كان في العام الماضي فهل هي مؤامرة ضد شباب هذا الوطن..؟ أم أن المصلحة الخاصة التي تتمثل فيما يحصل عليه القائمون علي المسلسل من شركات التدخين من أموال تجعل المصلحة العامة لا قيمة لها.. في حين أن العمل الدرامي من بداية منشأه كان لنصح الناس وإرشادهم وتثقيفهم وتوجيههم إلي الخير وتحبيبهم فيه في مقابل تقديم الشر والجريمة علي أنها لا تفيد.. بل إن القصص ومنشأ القصة في تاريخ العالم القديم كانت لهذا الهدف وهي تعليم الناس من خلال نهايات القصة التي كثيرا ما تأتي موحية وغير مباشرة بل إن بيدبا الفيلسوف الهندي عندما أراد تعليم الملك دبشليم وخشي من ردة فعل الملك ساق إليه حكمته ومواعظه ونصائحه السياسية في صورة حكايات علي لسان الطير والحيوانات فيما عرف بـ "كليلة ودمنة" التي ترجمت إلي الفارسية ثم العربية.. لكن الذي نراه من دراما رمضانية هو توجيه الناس إلي قيم أخري لا علاقة لنا بها فضلا عن تقديم مشاهد التدخين التي يقوم به البطل دون أن يبدو هذا أمرا مستكره أو معيبا.
أما الأخطر فإن حالة الولع بما يسمي "الإفيهات" زادت بشكل غريب خاصة الإفيهات التي تجمل القبيح. فماذا يضيف قول أحد الأبطال "العيلة إللي مافيهاش صايع حقها ضايع".
أليس هذا تشجيع علي البلطجة والعنف وتأكيد علي أن القانون لا قيمة له وأن الركون إليه لن يأتي بنتيجة..؟ ألا يدفع هذا التعبير الشباب إلي تعظيم هذا اللون من سوء الأدب في الحياة الاجتماعية.
ما يحدث في الدراما يحتاج إعادة نظر من القائمين عليها لأن المبدع يستطيع أن يحقق من المشاهدة والمردود المادي من خلال دراما عالية الفن ما يستطيع أن يحققه من الإسفاف وانظروا إلي الدراما الإيرانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف