محمد صلاح
قلم رصاص - ألوووووه .. يا محافظة ؟!
أن تختار وزيراً أو محافظاً مبدعاً يفكر خارج الصندوق، ولديه التحدى على خوض معركة التنمية والبناء بكل إصرار، متوازياً مع خطوات الرئيس، خير من أن تختار مسئولاً، يفكر فقط فى تنفيذ المهام، دون إبداع أو فكر أو خوض معارك الإصلاح والبناء مكتفياً بالمكتب المكيف، والمنافقين من عينة رموش عينيا برابيز لسيارة جنابك، وشلوت سعادتك دفعة للأمام! هذه هى المعايير إن كنا نريد حكومة أو محافظين يتسابقون لملاحقة خطوات الرئيس فى الإصلاح وتشييد البنية التحتية لمصرنا الجديدة بكل ضمير، وأمانة!
إن الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما سابق الزمن لتشييد أكبر شبكة طرق عالمية فى مصر، للمساعدة فى تشجيع الاستثمار والتنمية، كان على سبيل تشجيع كل محافظ، ورئيس حى، ومدينة، فى أن يفكر خارج الصندوق لتنمية طرق محافظته الداخلية، واستخدام ميزانيات الرصف فى إعادة هيكلة الطرق، وتمهيدها، بدلا من عمليات الرصف المضروبة والترقيع، غير المطابقة للمواصفات، وترك الطرق الحيوية دون تأهيل حتى سماها الأهالى طرق الموت!
أقول هذا بمناسبة «رحلة الرعب» التى خضتها فى طريقى لتلبية دعوة إفطار أخى العزيز رجل الصناعة المهندس ممدوح جاب الله رئيس مجلس إدارة شركة دلتا غاز بمركز حوش عيسى، محافظة البحيرة، مع عدد من نجوم الكرة والزملاء الصحفيين، فلم أكن أتوقع أن طريقاً حيوياً مثل طريق دمنهور، حوش عيسى، يمر به آلاف السيارات من نقل وملاكي، وتكاتك، بكل هذا السوء، السيارات فى ماراثون سباق، وكل لحظة تجد سيارة فى وجهك، جعلونى ومن معى نضع أيادينا على قلوبنا، فلا توجد أى إشارات مرور، أو عسكرى مرور، أو إشارات، أو حارات، فى منطقة حيوية يوجد بها مدينة صناعية، ومصانع للمحافظة، وفى المساء لا يوجد عمود إنارة واحد به مصباح وكأنك فى بلاد الواق واق!
المهم وصلت الإفطار بعد الاستشهاد أكثر من مرة خلال الطريق، وتعجبت، وقلت فى نفسى: لماذا لا تتم إعادة رصف، وتوسعة هذا الطريق لأربع حارات، وتأهيله مرورياً، والظروف متاحة لذلك، وما الذى يمنع؟ وبعد عودتنا فى الظلام، تخيلت أننى عدت للعصور الوسطى، وكأننى فى كابينة تليفون دوار العمدة، أصرخ ألوووه يا مركز، ألوووه يا محافظة!