رضا محمد طه
الحماس الخادع أو الصمت الجبان
في الواقف التي تطرأ في حياتنا يتأرجح غالباً آراء الكثير ممن لهم نافذة إعلامية سواء في الصحافة أو الفضائيات بين الحماس المفرط الخادع والمُتعمد لبعض الأمور والتي ليس لها تأثير كبير يؤثر في صميم حياة المواطنين، ليس لشيء سوي تشتيت الأنظار-نظرية بص العصفورة-أوإثارة البلبلة والفتنة وتأليب أو شحن المواطنين بعضهم علي بعض وتأصيل للبغضاء والفرقة بينهم. ما يؤكد هذا الكلام خبر في الصفحة الأولي لموقع جريدة الوطن عن تقدم برلماني وصحفي معروف ببيان عاجل لوزير الأوقاف بسبب رفع آذان شيعي بالحسن، وتشعر عند قراءة هذا الكلام كما لو أن هؤلاء هم حماة حمي الإسلام ويخشون عليه وعلي المسلمين ، في الوقت الذي ينتهك ويخوض في أصوله وثوابته الكثير والكثير سواء من المحسوبين علي الإسلام أو من غيرهم، والعجيب أننا لم نسمع لهؤلاء حس ولا خبر!!!.
لم يتقدم أمثال هؤلاء ببيانات عاجلة أو غير عاجلة أو حتي إستنكار في بعض الأمور التي تمس بشدة حياة ومستقبل الناس، بل الصمت اللئيم والتعمية هو ديدنهم ونهجهم، فما حدث منذ أيام في النادي السويسري بالكيت كات عندما تم الإعتداء علي أعضاء الحركة المدنية الديموقراطية وإفشال حفل الإفطار الذي نظمه أعضاء الحركة في رمضان من قِبل مجموعة لم يتحدد هويتهم حتي الآن،أو نعرف غايتهم، بما يمثل إنتهاك صريح للحريات والقوانين وكل ما له صلة بحقوق المواطن. أعجب الأمور أن بعض الكتاب ممن ذكروا هذه الواقعة اليوم في مقالاتهم حسدوا أعضاء الحركة المدنية علي حظهم الكبير-ومع الفارق طبعاً وكما لو أنهم فازوا بليلة القدر-في أنهم قفزوا للأضواء بعدما كانوا حسب كلامهم في دائرة الظل، ولسان حلهم يقول لهم إحمدوا ربنا علي إن حدث لكم خير كبير، ونسوا حقيقة وهوية المقتحمين الذي أفشلوا الإفطار ومن ورائهم، والنتيجة السلبية التي يترتب عليها مثل تلك الأفعال علي المجتمع وما يستقر في النفوس من غياب للامن والإستقرار.