الوفد
د . ضحى أسامة راغب
ليلة القدر
ليلة القدر هى من أعظم الليالى وأكثرها عظمة وهيبة وسميت بالقدر لأن فى هذه الليلة تتغير أقدار الناس ولأن الله يغير فيها الصحائف وسميت بالقدر من المكانة العظيمة والقدر العظيم و لشَرَفها، وعِظَم قدرها ومنزلتها و ما زاد هذه الليلة عظمة ورفعة هو أن الله انزل القرآن فى هذه الليلة ومن علامات هذه الليلة طلوع الشمس دون سطوع إشاعتها وطمأنينة القلب والشعور بالراحة النفسية وهبوب نسمات الريح الخفيفة اللطيفة فليلة القدر عند المسلمين، هى ليلة تقع فيها مناسبة هامة حدثت فى شهر رمضان، حيث إن القرآن الكريم قد أُنزل إلى النبى محمد حيث ينص القرآن على ذلك فى سورة خاصة هى سورة القدر، وفيها أن هذه الليلة خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر، وثبت بالسنة النبوية الحث على تحرى هذه الليلة وخصوصا فى الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وبالأخص الأيام الفردية من العشر الأواخر، حيث ورد فى القرآن أنها خير من ألف شهر.

ويمنح الله سبحانه وتعالى من يُحيِيها العطاءَ الجَزيل، وقد قضت حكمته تعالى أن لا تكون هذه اللّيلة محدّدةً ومعروفةً لدى النّاس؛ وذلك ليُكثِر العبادُ من حِرصِهم على موافقتها، وقيامِها، والاستزادة من الأجر والثّواب، فيجب علينا جميعا تحرّى ليلة القدر والاستعداد لها واغتنام كلّ لحظةٍ فيها؛ ففيها تتنزّل الملائكة، وتكون سَلامًا حتّى طلوع الفجر. قال صلّى الله عليه وسلّم: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا،غُفِرله ما تقدّم من ذنبه). العبادة فيها تعادل عبادة ألف شهرٍ، ويجدر بالمسلم أن يَعلم أنّ ليلها كنهارها؛ فلا يُضيّعهما ويغفل عنهما، وهى فرصةٌ ذهبيّةٌ يجدّد فيها المُسلم حُبّه وإيمانه وولاءَه لله سبحانه وتعالى. فأعمال ليلة القدر لها أثر خاص يكون له أجر كبير عند الله فاول هذه العبادات الصّلاة: هى صِلَةٌ بين العبد وربّه، وأقرب ما يكون العبد إلى ربّه وهو ساجدٌ؛ فيَغتَنم المسلم وقته فى هذه اللّيلة بالصّلاة النّافِلة -قيام اللّيل-؛ مخلِصًا لله سبحانه وتَعالى، طالِبًا منه الرّحمة، والمَغفرة، والرّضوان. يوقِظ أهلَه وأحبّاءَه فى آخر ليلها، ويحثّهم على قيامِها وإحيائها؛ رجاءَ العتق من النّيران فالصلاة هى الحبل الواصل بين العبد وربة يرجو من خلال هذة العبادة التقرب والمناجاة.

ومن الأمور التى استنبط منها أن ليلة القدر هى ليلة سبع وعشرين : أن كلمة فيها من قوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها) (هى الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر) وهذا ليس عليه دليل شرعى، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات، فبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا. وفى هذه الليلة المباركة يجب علينا قيام الليل بالتسبيح والاستغفار وإعلان التوبة النصوح إلى الله عن أى ذنب اقترفناه لتكون بداية حياة جديدة وبداية قدر جديد يكتبه لنا الله فى كتابه العظيم ولعله يكون لنا إستجابة لامانينا فى هذا اليوم فعلينا استغلال هذا اليوم فى خير الأمور والانفاق والصدقة وعمل الخير لتغيير مسيرة الحياة بأكملها وبدء حياه جديدة ولا يلزم لمن قام ليلة القدر أن يكون قد أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف