لا زلت اعيد اللحظات التي صاحبت هدف محمد صلاح في الدقيقة الأخيرة والذي اعتبره كأهم لحظة كروية في تاريخ كرة القدم المصرية المعاصر.
لحظة تاريخية سنرويها لأبنائنا و أحفادنا. مصر تتأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ 27 سنة. حلم واحد يحلمه 100 مليون مصري باختلاف انتمائهم الديني أو السياسي أو الكروي. في خمس مباريات بالتصفيات انتصر منتخب مصر في 4 وخسروا واحدة سجلوا 7 مرات ودخل مرمانا 3 أهداف. أداء واقعي ليس الأجمل لكنه يشكل اسلوب لفريق ذو طابع دفاعي مع أسلحة هجومية خطيرة تملك السرعة والمهارة. لم نسجل كثيرًا ولم نستقبل كثيرًا والمحصلة النهائية؟ مصر في روسيا 2018 .
لنعد بالذاكرة قبل 4 سنوات مصر تتصدر مجموعتها في تصفيات كأس العالم 18 نقطة والرصيد الكامل 6 انتصارات في 6 مباريات، سجل المنتخب 16 مرة ودخل مرماهم 7 أهداف مع المدرب بوب برادلي. ولا ننسي مباراة غانا 6-1 كانت نتيجة قاسية. هل استحقت مصر التأهل لكأس العالم 2014 بالأداء الهجومي فقط؟ لا لم تتأهل.
نرجع 4 سنوات أخرى إلى لقائي الجزائر 2009 وهدف عماد متعب وفرصة محمد بركات المهدرة، جيل ذهبي اكتسح إفريقيا وهزم وفاز بثلاثة بطولات افريقية. هل استحق جيل يعتبره الكثيرون الأفضل في تاريخ مصر التأهل لكأس العالم مرة على الأقل. وتأهلت الجزائر وكوت ديفوار وصنعا تاريخا إفريقيا. فلنعد بالذاكرة لتصفيات كأس العالم 2002، مجموعة من 5 فرق بها ناميبيا والسنغال والمغرب والجزائر ومصر. مصر تسجل 17 هدفًا وتتلقى 8 في 10 مباريات،
المحصلة النهائية مصر ثالث مجموعتها والسنغال تصنع التاريخ وتتأهل للمرة الأولى لكأس العالم متصدرة بالتساوي مع المغرب وبفارق نقطتين عن مصر. 4 سنوات للخلف مجددا والآن في العام 1997، مصر تقع في مجموعة تضم تونس وليبيريا وناميبيا، هجوم مصر الأقوى في المجموعة برصيد 15 هدفا. مصر بطل قارة إفريقيا في السنة التالية بجيل بناه من الصفر الجنرال محمود الجوهري.
ترتيب المجموعة النهائي حلت فيه مصر ثانية، تونس تصدرت بفارق 6 نقاط وليبيريا حققت فوزا واحدا كان على الفراعنة بهدف الأسطوري جورج ويا.
وتونس صاحبة الـ10 أهداف ذهبت لفرنسا وتتاهل . في عام 1994 ونتذكر حادثة طوبة زيمبابوي الشهيرة مصر صاحبة الهجوم الأقوى في المجموعة برصيد 9 أهداف حلت ثانية خلف زيمبابوي ولم تتأهل للدور الثاني من التصفيات. ربما نكون قد ظلمنا تحكيميا . لا ننسى أيضا آخر بطولة كأس عالم شاركت بها مصر كانت مبارياتها مملة وهدف وحيد من ركلة جزاء سجلها مجدي عبد الغني لم يتهم أحدا محمود الجوهري بأنه مدرب عقيم أو يطالبوا بإقالته مثلما يطالبون الآن بإقالة هيكتور كوبر الدفاعي بما أننا حققنا الهدف الأهم وهو التأهل لكأس العالم وعلينا استبداله بمدرب هجومي من الطراز الرفيع يقدم لنا كرة ممتعة، لم نقدمها قط في المحفل الأكبر دوليا!.
لن يتذكر العالم كيف قدمت مصر أداء رائعا طوال تلك السنوات دون ظهور واحد في بطولة دولية، لكن الكل سيتذكر أن هيكتور كوبر هو ثالث مدرب في تاريخ مصر يصل بالفراعنة لكأس العالم. سيتذكر فقط أننا كسرنا لعنة بقيادة مدربنا الأرجنتيني، وسيتذكر أن مصر من بين الجميع تستحق بعد صبر أعوام أن تتأهل لكأس العالم