الأهرام
هانى عمارة
المشهد الآن من الذى باع سوريا؟
عندما استدعى النظام السورى القوات الروسية، فى اعتقادى ان الهدف كان يتركز فى المقام الاول على مساعدته فى الخروج من الأزمة التى داهمت البلاد بعد انتشار الإٍرهاب و الاضطرابات والتخريب والتدمير، وفى القلب من هذه الأهداف حماية البلاد والعمل على وحدة التراب السورى والوقوف ضد أى قوى دولية أو إقليمية تهدد سلامة أراضيه. غير ان تطورات الأحداث على الارض قد خرجت عن هدف حماية السوريين وبلادهم ، وظهر الواقع ليؤكد ان هناك أغراضا فى نفس الدب الروسى وهى البحث عن مرافئ ومواقع استراتيجية وقواعد عسكرية على ساحل البحر المتوسط وقد تحقق ذلك بالفعل. فإذا كان الهدف حماية سوريا والسوريين، فكيف يقبل الروس ما يحدث حاليا من جرائم تاريخية فى حق البلاد والتى تتمثل فى الاعتداء الصارخ الذى تقوم به تركيا، ووصل الى احتلال اجزاء من الاراضى السورية بالتنسيق الامريكى ورضا العام سام؟... اليقين الذى استقر فى عقلى ان هناك تواطؤا بين القوى الكبرى خاصة أمريكا والدول الغربية مع روسيا لغض البصر عن الاحتلال التركى الصريح للأراضى السورية، ففى الوقت الذى تملأ الدنيا ضجيجا على الوجود الإيرانى فى سوريا، أصابهم الخرس بالنسبة للتدخل السافر للأتراك فى العمق السورى والاستيلاء على جزء من أراضيه. وتبقى الحقيقة المؤلمة ان الضعف العربى وانهيار عدد من الدول، فضلا عن الاضطرابات والضياع والتدمير والخراب جعل منها مطمعا للقوى الإقليمية لترتيب مصالحها على حساب العرب.

فاصل قصير: قل لى بالله عليك بأى منطق نمنع زراعة الأرز ويتم تخفيض المساحات، ثم نلجأ لاستيراده من الخارج، أيهما أحق بالمساعدة والمساندة، الفلاح المصرى أم الأجنبى؟.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف