الجمهورية
زياد السحار
تبقي أيامنا .. كلها أعياد كل عام والمصريون بخير
دوناً عن كثير من شعوب المنطقة.. أنعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان.. هذه النعمة التي تحملنا جميعاً مسئولية كبري بارتباط عقائدي متين. يجمع بين الآية الكريمة: "ادْخُلُوا مِصْرَ إنْ شَاءَ اللَّه آمنين" "سورة يوسف: 99" حيث يخبرنا تعالي عن ورود يعقوب ــ عليه السلام ــ علي يوسف ــ عليه السلام ــ وقدومه بلاد مصر. لما كان يوسف قد تقدم إلي إخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين. فتحملوا عن آخرهم وترحلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر بعدما كانوا فيه من الجهد والقحط. ويقال إن الله رفع عن أهل مصر بقية السنين المجدبة.. ببركة قدوم يعقوب عليهم.
وأيضاً عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر أنه سمع رسول الله "صلي اللَّه عليه وسلم" يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي. فاتخذوا منها جنداً كثيفاً. فذلك الجند خير أجناد الأرض".. فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول اللَّه؟!.. قال: "لأنهم في رباط إلي يوم القيامة".
هكذا. فإن هذا الأمن والاستقرار الذي عشناه علي مدار النهار والليل طوال شهر رمضان الكريم في الشوارع. وفي الأسواق ودور العبادة. وحتي في المقاهي وأماكن الترفيه.. يتطلب منا جميعاً أن نعمل علي استمراريته بالعمل والجد والاجتهاد بعد أيام طوال من معظمنا في الاسترخاء والاستهلاك إلي حد الإسراف.. ويبقي عظيم البذل والعطاء منذ الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن من رجال الجيش والشرطة ديناً في أعناقنا لنذكرهم دائماً ونشعر بالامتنان لأهلهم الصابرين. وندعو الله أن يلحقهم بهم في الجنة بإذن اللَّه.
* * *
وأتصور أنه حتي قبل استئناف الناس لأعمالهم عقب إجازة عيد الفطر المبارك.. فإنه جرت العادة أن ترفع الحكومة بأجهزتها الفنية حالة الطوارئ في أجهزة المرافق والخدمات والمستشفيات ووحدات الإسعاف والسكك الحديدية. ووسائل المواصلات العامة.. وما يتردد في هذه الأيام كل عام من ضرورة تواجد الموظفين والعاملين المختصين لمواجهة أي حوادث طارئة.
ولكن للأسف فإن مثل هذه الإجازات والعطلات الرسمية تعني مزيداً من الاسترخاء والإهمال في كثير من مواقع العمل والخدمات.. ومازلت أذكر جاراً مسناً لي تعرض في أحد أيام الأعياد لجلطة في المخ. وحملناه إلي أحد المستشفيات الحكومية. لإجراء أشعة علي المخ. بناء علي طلب الطبيب المعالج. وكم كانت الصدمة هي تعطل جهاز الأشعة. وتراخي الفني المسئول.. وبالبحث عن أماكن أخري بدأت تتدهور الحالة. حتي ساءت حالة هذا الرجل. وأمضي عدة سنوات قبل رحيله يعاني العجز شبه الكلي لعدم التعامل الطبي الناجع والسريع لمثل هذه الحالة.
لا ننكر أن تحسناً نسبياً قد بدأ يطرأ في السنوات الأخيرة. علي كثير من مواقع العمل والخدمات الحكومية. ولا سيما في الفترة الأخيرة مع تأكيد القيادة السياسية علي الوزراء والمحافظين علي أهمية متابعة العمل علي أرض الواقع من خلال الزيارات الميدانية ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين عن أداء واجباتهم الوظيفية.. وأيضاً مع تنشيط دور الأجهزة الرقابية خاصة جهاز الرقابة الإدارية برئاسة الوزير الجاد محمد عرفان الذي نأمل أن يتعاظم دوره مع هذه الحكومة الجديدة وقيادتها الشابة. خلال المرحلة القادمة.
ولكن يبقي دور المواطن العامل في كل موقع من مواقع العمل الحكومي الذي يعد ضميره هو الرقيب الأول والأخير علي أدائه لواجباته قبل المطالبة بحقوقه المادية.. ذلك لأن القانون مهما تم تفعيله. فهو للقلة المنحرفة. أما المجموع العام من البشر فإنه يحكمهم بجانب القوانين واللوائح والإدارة الرشيدة. صلاح نفوسهم وتطويرهم لأدواتهم وإعمال عقولهم ووفرة عطائهم.. ذلك لأن الله هو الذي ينظر إلي الأعمال ويثيب الخلق علي ما قدموا.
باختصار.. مصر الطيبة التي نشعر فيها بنعمة الأمن والاستقرار. خاصة في المناسبات والأعياد. تحتاج منا جميعاً أن نحافظ عليها.. بالعمل الجاد. والفكر المستنير. والإدارة الرشيدة.. وهذه مسئوليتنا جميعاً.. وكل عام ومصر الوطن والمواطن بكل خير.
* * *
وداعاً .. حسن رمضان
تغلبت إرادة الموت علي إرادة الحياة.. ورحل زميلنا الكبير الأستاذ حسن رمضان. المدير الأسبق للعلاقات العامة لمؤسستنا "دار التحرير" بعد صراع غير يسير مع المرض.
فقدنا الزميل العزيز. صاحب القلب الطيب المحب لكل زملائه من العمال والإداريين والصحفيين يقدم لهم خدماته الإنسانية علي مدي أكثر من 50 عاماً.. واكتشفته صفحة الرأي كاتباً وطنياً معبراً عن قضايا أمته ومجتمعه في جريدة "الجمهورية". لتخلده إدارياً لا يقل براعة عن كثير من الصحفيين.
رحم الله زميلنا الحبيب الذي توفي في نفس التوقيت تقريباً. الذي كان يقيم فيه احتفاله السنوي بمسجده "العاشر من رمضان" بجسر السويس. الذي كان يوما ما صالة للقمار. ونجح بجهوده المخلصة في تحويله إلي مسجد عامر بالإيمان. يرتاده سكان منطقة روكسي وجسر السويس وسراي القبة وغيرها.
ويبقي رحيله في هذه الأيام الطيبة المباركة آية لكل من يتدبر حكمة الله في رعاية عبادة المخلصين.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وخالص العزاء لأسرته وكل محبيه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف