الرئيس أكد في حديثه أمام مجلس النواب أنه سيضع بناء الإنسان المصري علي رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة .. وقال انه علي يقين بأن كنز أمتنا الحقيقي هو الإنسان. ويجب أن يتم بناؤه علي أساس شامل ومتكامل . بدنيا وعقليا وثقافيا . بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بها.
وبناء الانسان ليس أمرا هينا . بل مهمة ثقيلة وعملية شاقة وطويلة تتطلب جهدا خارقا مستمرا . وحتي يأتي البناء سليما ومتناسقا لابد من وجود رؤية شاملة واستراتيجية محددة المعالم والمهام والاهداف . يشارك المجتمع كله في تنفيذها دون تضارب . ووفقا لسيمفونية يقودها مايسترو يحدد لكل جهة دورها ويمنع اي نشاذ فيها. وهناك أعمدة رئيسية يقام عليها هذا البناء تتمثل في التعليم والثقافة والفنون والصحة والرياضة. وأي تقصير في أي من تلك الاعمدة لن يخرج البناء بالصورة المرجوة.
وفي يقيني أن الحاجة الي إعادة بناء الانسان المصري وتعريف هويته لم تكن وليدة اللحظة . وأن الرئيس السيسي كان يدرك تماما منذ اللحظة الاولي لتوليه المسئولية مدي أهمية هذا الامر. خاصة في ظل التغييرات التي طالت الشخصية المصرية بعد ثورة يناير . ووضع الرئيس تصوراته للبناء الجديد. وصدرت رؤية مصر 2030 لتحدد خارطة الطريق التي ستسير عليها عملية الاصلاح . وبدأت الخطوات بإصدار قانون التأمين الصحي الجديد كبداية لاصلاح المنظومة الصحية وتقديم خدمة صحية لائقة وكريمة لكل مواطن علي أرض مصر. ومنذ أسابيع قليلة تم الكشف عن خطة إصلاح التعليم . وتطبيق نظام جديد يناسب العصر ويبني أجيالا قادرة علي مواكبة التطورات العلمية المتلاحقة في العالم . نظام يستهدف توفير تعليم عصري متميز عالي الجودة مجاناً. ينتهي بمهارات القرن الحادي والعشرين ويرسخ لتعلم لغة عربية رصينة ويؤكد علي هوية مصرية عربية أفريقية وينمي شعوراً بالانتماء للوطن.
وفي الرياضة تم تحديث عدد كبير من مراكز الشباب في القري والمحافظات المختلفة. وتم الاهتمام بالالعاب الفردية. وحقق ابطال مصريون بطولات وميدليات في بطولات مختلفة.
أما الثقافة والفنون فقد بدأت الوزارة الاهتمام بقصور الثقافة واعادتها للحياة وتطويرها واكتشاف المواهب والعناية بها.
لكن.. كل الاجراءات السابقة هي مجرد خطوة أولي وقصيرة جدا. في طريق شاق وطويل. وملئ بالتحديات . ويحتاج الي جهد وصبر ومثابرة وإصرار. ناهيك عن الحاجة الي توافر مبالغ ضخمة وتمويل يغطي الاحتياجات ويعالج مشاكل تراكمت علي مدار عقود طويلة.