الأهرام
سمير شحاتة
صباح الياسمين .. «طايع» و«أم الكرم»
إذا لم يتمكن الكاتب من فكرته، سينحرف قلمه ويغير اتجاهاته إلى معان أخرى قد تأتى عكس مايريد.. هذا ماوقع فيه آل دياب أصحاب مسلسل (طايع)، القضاء على الثأر يتطلب تحول العدالة من يد الأفراد إلى قبضة الدولة والاقتصاص من القتلة بالقانون، أخفق المسلسل فى تحقيق هذا التوازن، رفض الثأر، أحد الموروثات الدموية الهمجية بالصعيد، عرض شهامة الطبيب طايع/ عمرو يوسف للخطر، وفوجئنا به يرتعد ويختبئ فى أحضان حربى مهرب الآثار طوال الـ20حلقة الأولي، ظل منكسرا بعد قتل حربى لأخيه ثم قتل زوجته وجنينها مع غياب لافت للأمن، فبدا المسلسل مستفزا ومثيرا للإحباط ومحرضا للثأر وليس ضده! ادخر القتل للأيام الأخيرة وازداد الناس همجية.

لم يتعمق المؤلفون لاستكشاف تغيرات الرجل الصعيدى بالسنوات الأخيرة، هل توقع أحد ماحدث من عامين فى المنيا بقيام البعض بتجريد امرأة من ملابسها بقرية أم الكرم؟ قالوا ان اللى زفوها (رجالة)! كان الصعايدة زمان رجولتهم فى عرضهم وشرفهم فى نسائهم. ثار الناس بالمسلسل لرفضهم الثأر من امرأة، وبقرية أم الكرم لم يثوروا ليستروا امرأة تعرت وفلت المجرمون من العقاب بالتحايل على القانون! يحسب للأخوة دياب استقراء الواقع، بتهريب الآثار عبر الحقيبة الدبلوماسية، وهو ماحدث بالفعل بعملية ضخمة لتهريب 3700 قطعة آثار مصرية لإيطاليا، ولم يكشفوا عن الفاعل! تألق عمرو عبدالجليل بشخصية حربى وأكسبها مصداقية، وأثرى رشدى الشامى وصبا مبارك شخصيتى «العمدة وابنته مهجة» ولمسة وفاء مستحقة من فريق العمل للمخرج المنفذ الراحل روبير طلعت الذى أخلص لعمله للنهاية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف