الأهرام
أيمن المهدى
بالمصرى .. الديكتاتورية بين ترامب وكيم!
لم تكن المرة الأولى التى يعقد فيها رئيس أمريكى اجتماعا مع ألد أعدائه، ويجلسان معا حول مائدة يتباحثان ويتناقشان، فقد فعلها من قبل نيكسون عندما زار الصين عام 72 وعقد اجتماعه الشهير مع الرئيس الصينى شو إن لاي، بحضور وزير الخارجية ومستشاره هنرى كيسنجر، وكان مع الرئيس الصينى وزراؤه أيضا، فلم يكن الاجتماع سرياً بين الرجلين، أما الرئيس ترامب فقد أتى فعلا لم يفعله غيره من رؤساء أمريكا، عندما انفرد بالرئيس الكورى الشمالى كيم جون اون دون حضور أى عضو من فريقه، وهو أمر غريب على الثقافة الأمريكية!...ففى الولايات المتحدة الأمريكية وفى عرف الديمقراطية يعد ذلك ضد مبدأ الشفافية بل وعلامة من علامات الديكتاتورية، وقد وصفه بعض المراقبين، بأنه محاولة للتشبه بالديكتاتور الكورى الذى يعتاد مثل هذه الاجتماعات السرية!...فى أمريكا ليس مهما ما تمخض عنه الاجتماع، ولكن الأهم ماذا فعل الرئيسان وماذا قالا فى السر وبماذا وعد ترامب كيم والعكس؟!.

فى أمريكا يقولون إن الرئيس ترامب يدخل البلاد فى نفق الديكتاتورية المظلم الذى تغيب عنه الشفافية، وبالتالى قيم المحاسبة والمراقبة التى هى عماد الدول الديمقراطية ومن غيرها تتحول الدولة شيئا فشيئا إلى جمهورية موز يصبح فيها شخص واحد هو محور كل شيء وأى شيء ولا أحد سواه وغالبا لا يفيق الجميع إلا على كارثة أو سقوط مدو!.

والسؤال لماذا يصمت الحزب الجمهورى (حزب ترامب) وكذلك حزب المعارضة الديمقراطى على ما يفعله، وهل يمكن أن تتكرر ظاهرة هتلر الذى جاء إلى الحكم عبر آليات ديمقراطية وانتخابات حقيقية ثم انزلق إلى فاشية وديكتاتورية أودت ببلاده والعالم إلى كارثة الحرب العالمية؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف