في مصر "الجديدة" يجب أن يختفي كل المنافقين من مواقع العمل القيادية ويجب أن يلفظهم كل الناس. لعلهم يعيدوا حساباتهم ويراجعون مواقفهم ويخجلون من سوء سلوكهم وتردي أخلاقهم بعد أن وصفهم خالقهم بكل الصفات السيئة وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار.
منذ أيام سألني أحد الأصدقاء: هل شاهدت "....." وهو ينافق "....." في رمضان لعله يحصل منه علي مزيد من المكاسب؟
قلت له: لم أشاهده ولكني أعرب أن هذه هي بضاعته الرخيصة للحصول علي المنافع والمكاسب.
والواقع أن النفاق في مصر لايزال الطريق السحري للحصول علي ما تريد في ظل انعدام المعايير الموضوعية لتقييم الأعمال واختفاء الأمانة من حياة كثير ممن أوكلنا اليهم ادارة شئوننا.
كثير من مواقع العمل القيادية لم يتقلدها الأكفاء بل تسرب إليها المنافقون وأصحاب المواهب الخاصة في كسب قلوب وعقول أصحاب القرار وهذا الأمر محل غضب وسخط واستياء الكثيرين في كل مواقع العمل في مصر.
****
منذ 35 عاما تقريبا طلب منا أحد الأساتذة في قسم الصحافة والاعلام بالأزهر تحليل مضمون تصريحات المسئولين في يوم واحد من خلال صحيفة يومية فاجتهدنا وكانت النتيجة مفزعة حيث اكتشفت أنا ومجموعة من الزملاء أن النفاق هو بضاعة كثير من المسئولين لرؤسائهم في ذلك الوقت فالوزير ينافق الرئيس ورئيس الحكومة. والمحافظ لا حديث له الا عن تعليمات وتوجيهات الرئيس.. ورئيس المدينة لا يدلي بتصريح إلا ويزينه بتوجيهات "السيد الوزير المحافظ" ومنذ ذلك الوقت وأنا أراقب تصريحات كبار المسئولين وصغارهم في مصر ولا شئ يتغير فالنفاق وليس الاحترام هون بضاعة كثير من هؤلاء الذين يعملون ليس بدافع حب العمل وتقديسه والوفاء بحقوقه وخدمة الوطن والشعب.. ولكن تلبية لتوجيهات المسئول الأكبر!!
ومع أن هؤلاء الذين يعملون لارضاء رؤسائهم ليسوا جديرين بالاحترام والتقدير ولا ينبغي ان يظل واحد منهم في موقعه. الا أنهم يتكاثرون في كل مكان لأنهم منافقون فهم لا يعملون بدوافع دينية أو وطنية أو أخلاقية للعمل والاخلاص فيه. وانما يعملون من أجل الرئيس أو الوزير أو السيد المحافظ.
****
مصر في حاجة لمن يعمل من أجل الوطن وليس من أجل الرئيس.. وقد سبق وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه خادم للوطن والشعب. وأنه لا يبحث عن مجد شخصي. ودائما يوجه الشباب المتحمس الذي يهتف باسمه اعجابا بشخصيته وعطائه أن يهتف باسم مصر.
مصر تحتاج إلي مسئولين يعملون في صمت من أجل مصر وليس من أجل ارضاء الرئيس. والذين يعملون ويؤدون واجباتهم الوظيفية في صمت هم الجديرون بالاحترام والتقدير من الجميع.
مصر تحتاج إلي الاعلاميين المخلصين وليس إلي المناققين الذين يأكلون علي كل الموائد ويغيرون مواقفهم وقناعاتهم حسب الأنظمة وتوجهاتها.. وقد سبق وسجلت هنا احترامي وتقديري لكل اعلامي أو سياسي ناصر جماعة الاخوان المسلمين وتحدث عن محاسنها وهي في السلطة وظل علي موقفه بعد طردها من حكم مصر.. فهؤلاء حتي ولو كانت رؤاهم قاصرة ونظرتهم للجماعة يسيطر عليها الهوي يستحقون التحية لأن عندهم كرامة ولديهم مبدأ ثابتون عليه وقناعة يدافعون عنها.
أما هؤلاء الذين تلونوا وتحولوا من نفاق الرئيس المعزول وجماعته الارهابية والتباري في اضفاء صفات العظمة والحسن والجمال علي قيادات الجماعة وحرضوا الرئيس الفاشل علي التنكيل بكل من يعيق خططه ويقف في طريق سياساته وكانوا أبواقا دعائية فجة له ولنظامه الفاشل. الي سياط تكوي بها ظهر مرسي وجماعته وأنصاره الآن.. هؤلاء المنافقون لا ينبغي ان يحترمهم أحد بل هم يستحقون اللعنة والسخص في كل وقت وينبغي كشف نفاقهم للناس واسكانهم بأية وسيلة. لأنهم يمارسون أبشع صور النفاق ويخدعون الناس ويسخرون بكتاباتهم السخيفة من المصريين الذين ثاروا علي النفاق ويبذلون كل جهودهم الآن لتطهير كل مؤسسات الدولة من المنافقين الفاسدين.
المؤسف والمحزن والمقرف ان الذين عاشوا حالة نفاق غير مسبوقة في عصر الاخوان وبدلوا جلودهم بعد ثورة 30 يونيه يحاولون من جديد الانقضاض علي مواقع الدولة المؤثرة وبعض رؤساء تحرير عصر الاخوان يبذلون كافة جهودهم للعودة من جديد لا ينبغي ان نعطيهم الفرصة.. فقد مارسوا النفاق في أبشع صوره ولن يكون لأحد منهم مصداقية.
مصر في حاجة إلي المخلصين.. ولذلك يجب ان يتواري أصحاب البضاعة الرخيصة لأن وجودهم في المشهد يمثل قمة السخرية من عقول المصريين الذين ثاروا علي مافيا الفساد والنفاق في مصر.