الأخبار
سلوى عفيفى
من زمن فات - «الضفيرة» وتسريحة »أمنا الغولة«

»صلة الرحم»‬ علاقة الدم والاصول والرحمة كانت في الماضي تزدهر مثل الزهور في فصل الربيع خاصة مع الأعياد والمناسبات السعيدة.. مع فستان العيد والحذاء الجديد وتسريحة الضفائر للشعر الطويل يبدأ يوم العيد في بيت جدتي.. ناس كتير من كبار وصغار السن من الاقارب والمعارف والاصدقاء المقربين نجتمع في الصباح مع كحك وبسكوت العيد لتناول وجبة فطار العيد.. ثم في موعد وجبة الغداء يقدم طواجن اللحم بالبصل والتي عرفت في تلك الحقبة من الزمان باسم »‬طواجن الياخني» والسعادة تتم مع العديات.. خمسة وعشرين قرش للبنت وخمسون قرش للولد.. وعلي آخر النهار اجمع حوالي أربعة جنيهات من حصيلة العدية.. هذا المبلغ كان بالنسبة لي »‬ثروة» انتظرها من العيد للعيد... ضحك ولعب وجد وحب وأكل وشرب والأهم من ذلك التواجد مع الأهل والاسرة الكبيرة.. هذه العادة منذ الطفولة كانت الأساس في التربية والشعور بالانتماء ليس فقط للأهل ولكن للوطن والارض الطيبة التي تجمعنا.
اختلفت عادات وتقاليد العيد هذه الايام.. فرحة من نوع آخر بعيدا عن صلة الرحم.. كل فرد رتب لفسحة مع الأصدقاء وتناسوا تماما صلة الدم والانتماء!! والتركيز كله علي قيمة العدية التي يحصل عليها والتي تتعدي الالف جنيه لتصرف في الكافيهات ومشاهدة الافلام الهابطة!!.
ولاحظت ان بنات اليوم من سن الطفولة الي سن الشباب لا يعرفون »‬ضفيرة الشعر الطويل والفيونكة» وكلهن يتباهوا بالشعر الغجري المجنون أو تسريحة »‬ أمنا الغولة» مع الشعر المجعد.. ضياع وتسكع في المولات وأموال تصرف بشكل عشوائي علي تفاهات!! وراحت مشاعر راقية كانت تظهر بالسؤال عن الأهل وكل من ينتمي الي صلة الرحم.. ولكن دايما وأبدا تحيا مصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف