الأهرام
د . أحمد عاطف
ملحمة سيناء الكبرى
سيناء هى من اكثر أماكن الدنيا اثارة للمعانى. فهى بوابة مصر الشرقية وأرض العديد من الاحداث المهمة فى تاريخ البشرية، ومهبط ومعبر للأنبياء.أرض مليئة بالكنوز والأسرار والجدل وعلامات الاستفهام. لذلك عندما يذكر اسم سيناء فى الكتب السماوية فهو دائما مرتبط بالتقديس والخلود. ويكفى لسيناء ثلاث علامات مهمة لتؤكد عظمتها. أولها ان نبى الله موسى كلم فيها ربه، وثانيها حرب اكتوبر المجيدة رمز العزة والفخار للأمة العربية وثالثها حرب مصر المستمرة ضد الارهاب. والتى توجت بملحمة الجيش المصرى فى مواجهة الارهاب من خلال الحدث الأسطورى الممتد المسمى العملية الشاملة بسيناء 2018. ويسجل التاريخ هناك اسطورة حقيقية من تفوق جيش وصل لأعلى المراتب على المستوى التدريبى والتكتيكى وكذلك على مستوى المعدات، مما جعله بالفعل ضمن أفضل جيوش العالم. ولم لا والنبى قد وصف أبناء هذا الجيش بأنهم خير أجناد الأرض. وتتجلى قدرات الضابط والجندى المصرى فى هذه الأيام بعزيمته التى لا تقهر، وبروح فدائية ندر أن تجد مثلها يجعل أى مصرى يفتخر بوجود هؤلاء الأبطال لحماية أرضه. ولهذا فقد كرم الرئيس السيسى نخبة من هؤلاء الأبطال فى «يوم الشهيد» السابق، ليضرب بهم المثل كأبناء مصر الذين يضحون بأغلى ما يمتلكون فى صمت.

والحق ان كل أجهزة الدولة تتضافر مع القوات المسلحة لأداء مهمتها الكبيرة فى دحر الارهاب والقضاء على التكفيريين الذين يريدون تدمير بلادنا. وقد ارتكبت تلك التنظيمات المتطرفة خاصة تنظيم ولاية سيناء العديد من المذابح البشعة فى حربهم المفتوحة ضد الجميع هناك وليس فقط ضد الجيش والشرطة. بل انهم وصلوا الى درجة قتل مشايخ القبائل ورجال الدين هناك وتفجير المساجد وقتل المدنيين بعشوائية. وقد ضرب أهالى سيناء أكبر الامثلة على الروح الوطنية الحقة من خلال اندماجهم مع جيشهم وتعاونهم الميدانى والمعلوماتى معه الى أقصى درجة. وتكتب صفحات الفخر أسماء العديد من أبناء القبائل الذين ينضمون لقائمة أبطال الوطن. ويجب علينا كذلك تحية اتحاد قبائل سيناء وهى جهة قبلية موحدة تضم الغالبية العظمى من قبائل سيناء لمواجهة التنظيمات المتطرفة التى توجد على الأرض السيناوية. وكتب أبطال الجيش والشرطة أسمى آيات التضحية فى معارك كثيرة منها على سبيل المثال معركة جبل الحلال، وما تقوم به كتائب حرس حدود فى جبل المغارة، والاداء الرائع لقوات التدخل السريع فى المداهمات المختلفة مع عبقرية رجال المهندسين العسكريين فى تفكيك الالغام والشراك الدفاعية. وما قامت به فرق المظلات فى منطقة المصلة وكذلك بقرية البراهمة ومنطقة الجورة بالشيخ زويد، وتألق ألوية الدفاع الجوى بمنطقة وادى خريزة. ودور سلاح الطيران فى دك حصون الارهابيين. بدون أن ننسى دور أسود وحدات الصاعقة فى أغلب أماكن مسرح العمليات خاصة فى الأماكن التى بها تجمعات سكانية. حيث يأتى حرص القوات المسلحة الاول فى الحفاظ على ارواح المدنيين وإبعادهم عن اى اشتباك مع العناصر الارهابية. وهناك القوات البحرية التى تطهر سواحلنا من هذا الشر. وكذلك الدور الفعال لكل كتائب وألوية القوات المسلحة ومختلف عناصر الجيشين الثانى والثالث والقيادة العامة وقيادة الاركان والشئون المعنوية، والدور العبقرى لرجال ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع فى الكشف عن الارهابيين ومراكز تجمعهم وأسلحتهم. وقد دمرت القوات المسلحة مئات الاوكار ومخازن السلاح تحت الارض، وقضت على الآلاف من الارهابيين الخطرين بسيناء من بينهم أبو زقول قائد تنظيم ولاية سيناء، والشرعى العام لتنظيم داعش سيناء أبو أسامة المصرى الملقب بعمدة الدواعش. وكذلك القبض على الالاف منهم أحياء وآخرهم الارهابى مصلح ناصر المشهور بزراعة الالغام. وتقوم نيابة أمن الدولة العليا بدورها على اكمل وجه فى التحقيق مع مخربى الوطن من المتهمين بتنظيم (ولاية سيناء) الإرهابى الذين اعترفوا بتلقيهم تدريبات عسكرية وبدنية داخل معسكرات سرية أنشأتها قيادات التنظيم فى سبيل تحقيق مخطط إسقاط الدولة. واعترفوا بارتكابهم أكثر من 63 جريمة ارهابية فى القضايا التى حولها المستشار الجليل نبيل صادق النائب العام الى القضاء العسكرى. ومن أخطر ما اعترفوا به استخدامهم الاطفال فى عملياتهم ليس فقط كدروع بشرية انما كجنود. ونفس الامر بالنسبة للنساء. والدولة لا تقوم بحربها فى سيناء فقط، لكنها ماضية كذلك فى تنفيذ خطة شاملة لتنمية أرض الفيروز من ضمنها مشروع كبير للطاقة المتجددة هناك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف