فيا من عزم على المعاصى فى شوال.. ويحك رب الشهرين واحد.. ولا تقول أصلح فى رمضان وأفسد فى غيره.. فرمضان القوم دائم وشوالهم كذلك صائم.. ويصرح بشر بن الحارث: «بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا فى رمضان، وإن الصالح الذى يعبد ويجتهد ألسنة كلها».
هل أكرمت الرسول؟
يقول شيخ الحكمة ابن الجوزى: «مثل هذا الشهر كمثل رسول أرسله سلطان إلى قوم، فإن أكرموا شأنه وأ‘ظموا شأنه وعظموا مكانه، رجع إلى السلطان شاكراً لأفعالهم، راضياً لا‘مالهم، فيحبهم ويحسن إليهم كل الإحسان، وإن استخفوا برعايته ولم ينزلوه منزلته من الإكرام، يرجع إلى السلطان وقد عصب عليهم وكذلك يعصب الله سبحانه وتعالى على من استخف بحرمة شهر رمضان».
قل لى بربك.. أما وجدت للقرآن حلاوة؟ وللصلاة عظمة؟ وللخشوع لذة؟ وللقيام والفجر نوراً؟..
قوى لى بربك.. أما استراحت نفسك؟ وهدأت روحك؟ ولأن قلبك وهو يحوم حول حب الرحمن؟..
قل لي بربك.. أفى قلبك هم أو حزن؟.. أفى لسانك سب أو فحش؟.. أفى عينيك جحود أو قسوة؟..
قوى لى بربك.. أما للحجاب والعفة من مذاق؟.. أما لمقاطعة التلفاز والعادات السيئة من همة مع الطاعة والعبادة؟.
أقول لكم : أصعب الهجر ما سبقه وصل، وأعظم الظلمة ما تقدمها ضوء، وأشد عذاب المحب تذكاره وقت القرب، أبعد أن مشت القدم فى مرضاة ربها عجباً لها أن تخطو بعدها إلى غضبه!.. فإياك والذنوب بعد رمضان فإنها أذلت بعد عز، وأحزنت بعد فرحة، وطردت بعد قبول.. فضع خطة للطاعة بعد رمضان.. الآن الآن.. بالله عليكم لا تخذلوني.
ويشارك الحسن البصرى بكلامه «كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، كل يوم بقطعة المؤمن فى طاعة مولاه فهو له عيد».
فاليوم عيد وغداً عيد.. وكل أيامنا أعياد!!.