الكورة والملاعب
شريف شحاتة
أحسن‭ ‬ختام‭ ‬
فيا‭ ‬من‭ ‬عزم‭ ‬على‭ ‬المعاصى‭ ‬فى‭ ‬شوال‭.. ‬ويحك‭ ‬رب‭ ‬الشهرين‭ ‬واحد‭.. ‬ولا‭ ‬تقول‭ ‬أصلح‭ ‬فى‭ ‬رمضان‭ ‬وأفسد‭ ‬فى‭ ‬غيره‭.. ‬فرمضان‭ ‬القوم‭ ‬دائم‭ ‬وشوالهم‭ ‬كذلك‭ ‬صائم‭.. ‬ويصرح‭ ‬بشر‭ ‬بن‭ ‬الحارث‭: ‬‮«‬بئس‭ ‬القوم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬الله‭ ‬حقاً‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬رمضان،‭ ‬وإن‭ ‬الصالح‭ ‬الذى‭ ‬يعبد‭ ‬ويجتهد‭ ‬ألسنة‭ ‬كلها‮»‬‭.‬
هل‭ ‬أكرمت‭ ‬الرسول؟
يقول‭ ‬شيخ‭ ‬الحكمة‭ ‬ابن‭ ‬الجوزى‭: ‬‮«‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬كمثل‭ ‬رسول‭ ‬أرسله‭ ‬سلطان‭ ‬إلى‭ ‬قوم،‭ ‬فإن‭ ‬أكرموا‭ ‬شأنه‭ ‬وأ‘ظموا‭ ‬شأنه‭ ‬وعظموا‭ ‬مكانه،‭ ‬رجع‭ ‬إلى‭ ‬السلطان‭ ‬شاكراً‭ ‬لأفعالهم،‭ ‬راضياً‭ ‬لا‘مالهم،‭ ‬فيحبهم‭ ‬ويحسن‭ ‬إليهم‭ ‬كل‭ ‬الإحسان،‭ ‬وإن‭ ‬استخفوا‭ ‬برعايته‭ ‬ولم‭ ‬ينزلوه‭ ‬منزلته‭ ‬من‭ ‬الإكرام،‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬السلطان‭ ‬وقد‭ ‬عصب‭ ‬عليهم‭ ‬وكذلك‭ ‬يعصب‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬استخف‭ ‬بحرمة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‮»‬‭.‬
قل‭ ‬لى‭ ‬بربك‭.. ‬أما‭ ‬وجدت‭ ‬للقرآن‭ ‬حلاوة؟‭ ‬وللصلاة‭ ‬عظمة؟‭ ‬وللخشوع‭ ‬لذة؟‭ ‬وللقيام‭ ‬والفجر‭ ‬نوراً؟‭..‬
قوى‭ ‬لى‭ ‬بربك‭.. ‬أما‭ ‬استراحت‭ ‬نفسك؟‭ ‬وهدأت‭ ‬روحك؟‭ ‬ولأن‭ ‬قلبك‭ ‬وهو‭ ‬يحوم‭ ‬حول‭ ‬حب‭ ‬الرحمن؟‭..‬
قل‭ ‬لي‭ ‬بربك‭.. ‬أفى‭ ‬قلبك‭ ‬هم‭ ‬أو‭ ‬حزن؟‭.. ‬أفى‭ ‬لسانك‭ ‬سب‭ ‬أو‭ ‬فحش؟‭.. ‬أفى‭ ‬عينيك‭ ‬جحود‭ ‬أو‭ ‬قسوة؟‭..‬
قوى‭ ‬لى‭ ‬بربك‭.. ‬أما‭ ‬للحجاب‭ ‬والعفة‭ ‬من‭ ‬مذاق؟‭.. ‬أما‭ ‬لمقاطعة‭ ‬التلفاز‭ ‬والعادات‭ ‬السيئة‭ ‬من‭ ‬همة‭ ‬مع‭ ‬الطاعة‭ ‬والعبادة؟‭.‬
أقول‭ ‬لكم‭ : ‬أصعب‭ ‬الهجر‭ ‬ما‭ ‬سبقه‭ ‬وصل،‭ ‬وأعظم‭ ‬الظلمة‭ ‬ما‭ ‬تقدمها‭ ‬ضوء،‭ ‬وأشد‭ ‬عذاب‭ ‬المحب‭ ‬تذكاره‭ ‬وقت‭ ‬القرب،‭ ‬أبعد‭ ‬أن‭ ‬مشت‭ ‬القدم‭ ‬فى‭ ‬مرضاة‭ ‬ربها‭ ‬عجباً‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تخطو‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬غضبه‭!.. ‬فإياك‭ ‬والذنوب‭ ‬بعد‭ ‬رمضان‭ ‬فإنها‭ ‬أذلت‭ ‬بعد‭ ‬عز،‭ ‬وأحزنت‭ ‬بعد‭ ‬فرحة،‭ ‬وطردت‭ ‬بعد‭ ‬قبول‭.. ‬فضع‭ ‬خطة‭ ‬للطاعة‭ ‬بعد‭ ‬رمضان‭.. ‬الآن‭ ‬الآن‭.. ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬لا‭ ‬تخذلوني‭.‬
ويشارك‭ ‬الحسن‭ ‬البصرى‭ ‬بكلامه‭ ‬‮«‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لا‭ ‬يعصى‭ ‬الله‭ ‬فيه‭ ‬فهو‭ ‬عيد،‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بقطعة‭ ‬المؤمن‭ ‬فى‭ ‬طاعة‭ ‬مولاه‭ ‬فهو‭ ‬له‭ ‬عيد‮»‬‭.‬
فاليوم‭ ‬عيد‭ ‬وغداً‭ ‬عيد‭.. ‬وكل‭ ‬أيامنا‭ ‬أعياد‭!!.‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف