الجمهورية
سعيد عبدالسلام
اغتيال الدقيقة 90 !
نحن العرب لدينا تاريخ وحضارة نستطيع من خلالهم أن نهزم أي شيء. فلن تكون الدقيقة 90 التي هزمت مصر والمغرب وتونس في أولي جولاتهم بالمونديال أقوي من قوي الاستعمار التي نجح العرب في هزيمتهم ولا أقوي من المتآمرين والفاسدين الذين نهزمهم كل يوم.
فما حدث في الدقيقة الاخيرة ماهو الا درس قاس يجب أن نتعلم منه الكثير ليس في كرة القدم وحدها بل في جميع مناحي الحياة. فعدم التركيز حتي النهاية يعتبر مرضا يجب التخلص منه عند إنجاز أي عمل لان الاعمال بخواتيمها.
ولعل ماحدث للمنتخب الوطني في لقاء الكونغو الذي وصل بنا الي مونديال روسيا هو خير دليل علي ذلك. ومن قبل تألق تونس والمغرب في المونديالات السابقة الامر الذي يبرهن علي القدرات العربية عندما تريد ذلك وتعمل له.
فالأيام الحالية والقادمة لاتترك شيئا للصدفة بل لكل عمل القواعد العلمية التي يرتكز عليها .. ولو تدرب أبناؤنا علي هذا الامر من المهد لوجدنا المردود الإيجابي في الشباب. صحيح كرة القدم لا تعرف ولا تقبل التوقعات في غالب الامر لكنها تخضع في النهاية للمقاييس العلمية. وأقرب مثال أمامكم حاليا أيقونة المنتخب الوطني محمد صلاح. ولكم أن تتخيلوا لو استمر في ممارسة الكرة هنا ماكان سيُصبِح مو صلاح الذي ينادي العالم كله باسمه حاليا لكنه انتقل إلي بيئة صالحة تعرف كيف تكتشف المواهب وتنمي قدراتها وتستثمرها فأصبح صلاح سفيرا فوق العادة للكرة المصرية في معقل الإنجليز الذين لايقبلون الاخر بسهولة فأضحي معشوقهم الاول وربما يتفوق في هذا العشق علي الاسرة المالكة وتقاليدهم العريقة التي يحبونها ويحترمونها كثيرا.
يا سادة ياكرام. بدلا من الولولة والهري والإحساس بمرارة الدقيقة90 علينا تحويل الامر الي المنهج العلمي وسيكون هذا مدخلنا لعلاج مشاكل عديدة تعوق تقدم أمتنا العربية وازدهارها
وليكن ما فعله المنتخب المكسيكي بالماكينة الألمانية أصحاب آخر لقب مونديالي يستحق التوقف والدراسة.. لقد استخدم المكسيكيون سلاح اللياقة البدنية والذهنية ليحاربوا بهم الألمان وتسلحوا بثقتهم في أنفسهم وقراهم علي هزيمة الجنس الآري وتجلت ثقتهم هذه في التصريحات التي سبقت المباراة مؤكدين فيها علي قدراتهم علي هزيمة الألمان فكان لهم هذا.. ولم تنجح الدقيقة 90 في اغتيال حلمهم رغم ضراوة الهجوم الألماني لذلك أقول ان هذا الفوز لم يكن ابدا وليد الصدفة بل خرج من رحم العمل العلمي الدءوب الذي لايعرف الفهلوة التي تسيطر علي منهاج حياتنا.
ان تاريخنا العربي حافل بالانجازات والقدرات التي نجحت في هزيمة ما هو أكبر من الدقائق القاتلة عندما كنّا أمة تؤمن بالعمل الجاد والايمان بقدراتها والابتعاد عن الفساد وعمل النخبة لصالح المجتمع بعيدا عن الانتهازية لينصهر الجميع في بوتقة واحدة قادرة علي عودة الأمة إلي عزتها وريادتها ووقتها سنهزم كل شيء يقف في طريق تقدمنا ووحدتنا وأوله الدقيقة 90
والله من وراء القصد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف