الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. أمريكا و إيران.. علاقة خاصة!
بداية أقول: إننى أنتمى لثقافة عربية إسلامية لم ترد فى أدبياتها القديمة والحديثة أى إشارة تدفعنا إلى القول بأن إيران دولة عدوة لنا حيث لا فرق لدينا بين من هو سنى ومن هو شيعى ومن هنا كان حماس أغلبنا للثورة الإسلامية عام 1979 باعتبارها صحوة فى الاتجاه الصحيح ثم اتضح لنا فيما بعد أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!

وليس عيبا أن أعترف بالسذاجة السياسية التى جعلت غالبية جيلى يستبشرون بما اعتبرناه أول ثورة إسلامية فى التاريخ الحديث حيث غاب عنا للأسف الشديد أحد أهم دروس التاريخ وهو: إن الدول التى ترتكز استراتيجيتها السياسية على خيارات دينية ومذهبية سوف تذهب حتما إلى خنادق التطرف والتعصب.

ودارت الأيام واكتشفنا أن الحلم ليس إلا كابوسا ثقيلا وأن المنطقة تحولت إلى بركان عاصف لم تخمد نيرانه طوال عقود متتالية بسبب تتابع الحروب والصراعات التى استنزفت دماء وثروات المنطقة بأسرها تحت رايات مزيفة لتفريخ وتنمية الحركات الدينية المتطرفة التى تحرض على التضحية بالنفس تحت مسمى «الاستشهاد» وتخاصم العقلانية لحساب التطرف تحت مسمى «الجهاد» من خلال التوظيف السيىء للقضايا القومية مثل قضية تحرير القدس مثلا بتغليب النزعات العاطفية على الحسابات السياسية والاستراتيجية وعدم قراءة الواقع بدقة وأمانة.

وتحت ستار العداء الإعلامى للنظام الإيرانى تجاه كل من أمريكا وإسرائيل بلعنا الطعم بكل سذاجة وتعامينا عن رؤية التحالف الأمريكى مع إيران الذى تم تحت ظلاله تدمير العراق وتسليم أمريكا المفاتيح لطهران انتقاما من صدام حسين وتمهيدا لدور إيرانى فى مخطط نشر الفوضى الهدامة فى المنطقة فيما بعد تحت رايات ما يسمى الربيع العربي.. وكل هذه السوابق تدفع إلى الحذر من وجود نية لدى ترامب لضرب إيران والأرجح أن أمريكا تريد فقط أن تظل النيران مشتعلة فى البركان الإقليمى الذى أوقدته ثورة الخمينى عام 1979 ومازالت النيران مشتعلة حتى اليوم بفضل العلاقة الخاصة بين واشنطن وطهران!

خير الكلام:

<< المفكر الصامت أشبه بالثرى البخيل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف