المصريون
رضا محمد طه
دون رحمة أو شفقة
يبدو أنها صفات يشترك فيها بعض المسئولين في العالم أجمع، وهي تفضيل المصلحة علي حساب المشاعر والعواطف الإنسانية، وهذا ما تبدي في مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب، والتي آخرها تصريحاته الصارمة واللاإنسانية في قراره عزل الأطفال عن آبائهم أو ذويهم المهاجرين بصورة غير شرعية الذي يسعون إلي اللجوء للولايات المتحدة الامريكية عبر الحدود مع المكسيك، ووضعهم في مراكز إحتجاز بعيداً عن آبائهم، وهو ما أثار إنتقادات المنظمات الحقوقية، وكذلك الأمم المتحدة، والتي صرحت عبر المتحدث بإسمها بأنه لا يجب فصل الأطفال عن عائلاتهم لأن ذلك يسبب صدمة نفسية للأطفال ولذويهم أيضاً.

تحدث ترامب حول هذه المشكلة قائلاً بمعني أن أمريكا ليست معسكرات إيواء خيرية،علي غير ما تعودنا من الرؤساء أو الشخصيات العامة في أمريكا والغرب بالعموم عندما كانوا يصدرون لنا هنا في مجتمعاتنا الشرق أوسطية أن الإنسانية عندهم لها الأولوية الأولي، حتي أنها شملت بصورة قد تكون مبالغ فيها الرفق والعطف علي الحيوان، للدرجة التي جعلت الكثير في بلادنا عندما يريد أن يكشف جفاء المشاعر أو تجاهل الحكومات في بلادنا لأبسط حاجات الإنسان هنا، بل وسحقه دون هوادة وإذلاله في بعض الأحيان، فكانوا يتندرون أو يذكرون مواقف الغرب تجاه الحيوان، للتاكيد علي قدسية إحترام إنسانية الإنسان والحفاظ علي حقوقه في الحياة الكريمة. الملفت للإنتباه أن تجد أن ترامب قد إستقطب بعض ممن يبيعون ضمائرهم وإنسانيتهم من الأمريكان الذي يوافقونه علي قراراته تلك، بحجة الحفاظ علي البلد من اللاجئين وما قد يأتي منهم بعد ذلك.

سياسة رجل الاعمال أو التاجر والمصالح التي ينتهجها ويسير بها ترامب خاصة فيما يتعلق بغير الأمريكان والذين يسعون للهجرة لأمريكا، تلك السياسات والتي تتجاهل إنسانية الإنسان قد تنفع في بعض المواقف، ولا يصح تطبيقها في مواقف أخري، وبالاخص المتعلقة بالإنسانية، وكأني أسمع أنين أحد الذين إنتزع منهم إبنهم أو إبنتهم يقول في نفسه عن ترامب مقتبساً شطراً من أغنية شهيرة لعبد الحليم حافظ أنه "رئيس أحمق الخطا، سحقت هامتي خطاه وقراراته". هذه المعاني تجدها علي ألسنة الكثير عندنا تجاه الحكومة الجديدة، عندما رفعت أسعار الطاقة مؤخراً وتجاهلت الناس بل سحقتهم وسلبت فرحتهم بالعيد وبمشاهدة فريقنا في كأس العالم، وجعلت الكثير ينشغلون في "حسبة برما" وكيف سيتدبرون معايشهم في ظل هذا الغلاء الغير مسبوق، حتي يبقوا-فقط-أحياء!!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف