يوسف القعيد
يحدث في مصر الآن .. وزارة للسعادة
هذه المرة وعند تشكيل الدكتور مصطفي مدبولي حكومته الجديدة، وحتي أداء الحكومة بكامل أعضائها اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي. تمنيت ومازلت أتمني وسأظل مؤمناً بما أتمناه. وكانت الأمنية: لماذا لا تكون لدينا وزارة للسعادة؟ لا أُقلِّد بذلك دولة الإمارات العربية المتحدة. التي استحدثت هذه الوزارة وأسندتها إلي امرأة.
الفكرة الإماراتية غير مسبوقة في حدود علمي. وصالحة لأن تتكرر في أكثر من بلد. وأعتقد أننا في مصر في أمس الحاجة لمثل هذه الوزارة التي أتمني في حالة استحداثها أن تسند لوزيرة وليس لوزير. باعتبار أن المرأة مؤسِسَة الحياة وكل ما في الدنيا يتواصل من خلال دورها في حياتنا.
لا أقصد من كتابتي عن وزارة للسعادة أننا نعاني من حالة اكتئاب قومي عام. ولا أريد أن أبدو كمن لم يجد في الورد عيباً، فقال له يا أحمر الخدين. فنحن نعيش هذه الأيام بداية ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي. ومعها حكومة جديدة. مما يفرض علينا بشكل إجباري الإحساس بالأمل وتوقع كل ما هو جميل في الأيام القادمة.
لكن ألا تبدو السعادة بعيدة المنال بالنسبة لنا؟ ألا نعاني في كثير من الأحيان؟ ألسنا شعباً يميل بطبيعته إلي الحزن؟ لدرجة أن المصري عندما يضبط نفسه متلبساً بالضحك يتوقف فوراً ويقول: اللهم اجعله خيراً. وكأنه ينظر للضحك علي أنه حالة استثنائية ربما يعقبها نقيض الضحك الذي هو البكاء.
ثم إن السعادة هي الهدف النهائي للإنسان في الحياة. نحن نأتي إلي الحياة لا لنشقي ولا لنعاني الأمرين. ولا لنجرب البكاء مع كل صباح ومساء. ولكن لنعمل ونكافح ونحقق ذواتنا بشرط أن يكون هذا العمل وسيلة لإحساس الإنسان بالسعادة. لكونه يعبر عن نفسه إزاء العالم من خلال العمل الذي يقوم به.
لا أتحدث عن السعادة باعتبارها ترفاً ولهواً. ولكن كتعبير عن الإحساس بالرضا. وقبول كل ما تقدمه لنا الحياة. أو لنقل بعضه، إن كان من الصعب قبول ما تقدمه بشكل كلي، وإن لم يكن ممكناً قبول ما نجد أنفسنا إزاءه. فعلي الأقل نتعايش معه. ونوفق أوضاعنا مع ما يفرضه علينا من قواعد وسلوكيات.
وزارة للسعادة؟! ولم لا؟ ألا يستحق المصريون بعد كل ما عانوه ومروا به من آلام وأحداث جسام أن نتوقف لحظة واحدة لأن نقول لهم شكراً من خلال إحساسهم بما يمكن أن يسمي السعادة؟ هذا الشيء الغريب في حياتنا. لدرجة أنك لو قلت لأحد: أنت سعيد. لنفي لك ذلك فوراً خوفاً من الحسد.