أعرف عن الدكتور مدبولى أنه رجل فى قمة الانضباط والاجتهاد، نظرًا لتربيته ونشأته، حيث كان والده أحد قادة سلاح المدفعية المصرية.. مصطفى مدبولى لديه رؤية لأنه مخطط عمرانى متميز، وحاصل على رسائله العلمية من أكبر الجامعات فى مصر وألمانيا ويجيد اللغة الألمانية مع لغات أخرى، لديه ثقافة فى إمكاناته، كان فى وزارة الإسكان يعطى الفرصة لمساعديه لتولى المناصب القيادية فى الوزارة ويمنحهم الحق فى إبداعاتهم وخطط قيادتهم لقطاعاتهم.. المهم عنده النتائج الإيجابية.. مدبولى قارئ جيد لكتب التاريخ والجغرافيا فوق علمه المتميز التخطيط العمراني، لديه هواية القراءة ويتمتع بثقافة عالية ويحرص على اقتناء الكتب.





لديه قدرة كبيرة على القيادة ولديه من الذكاء أن يلمح فى مرؤوسيه أفضل ما عندهم، بتواضع شديد وهو سمة فى شخصيته، لماذا مدبولى فى بداية الولاية الثانية بالتأكيد هى رؤيته لمستقبل مصر عمرانيًا وتنمويًا، وهو ما تحتاج مصر من مشروعات بناء وتنمية فى هذه الفترة لكى تكتمل مسيرة البناء، التى بدأها الرئيس السيسى ولابد أن يستكملها لإنقاذ مصر من عثرتها علاوة على أن مدبولى ٥٣ عامًا من أول الوزراء، الذين منحوا فرصة للشباب فى وزارته بتولى مناصب قيادية بعد إعدادهم فى مكتبه الفنى، الذى كان يعد بمثابة مفرخة للقيادات الشابة وعين منه بالفعل كل مساعدى رؤساء أجهزة المدن ومساعدين له شخصيًا وهو وزير.



أعلم أن مدبولى كان يشرف على مشروعات فى وزارته جاوزت الـ٤٠٠ مليار جنيه وهو حجم عمل كبير أضخمها مشروع المليون وحدة للإسكان الاجتماعى الذى نفذ منه شخصيًا قرابة الـ٣٠٠ ألف تسليم مفتاح و٣٠٠ أخرى تحت التشطيب بخلاف مشروعات البنية الأساسية للطرق ومياه الشرب والصرف الصحى ومحطات التحلية والتنمية والتعمير فى العديد من المدن الجديدة، وكذلك إنشاء مشروعات المدن من الصفر فى العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرهما من المشروعات القومية الكبرى.



مدبولى كان كتفًا بكتف مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة ورئيسها اللواء كامل الوزير فى تنفيذ كل المشروعات خلال الأربع سنوات الماضية، التى تتباهى بها مصر أمام العالم حاليًا.



ولأن مصطفى كمال مدبولى كان وزيرًا للإسكان فهو المسئول عن التنمية الشاملة التى تتضمن التنمية العمرانية والاجتماعية والاقتصادية، وأعتقد أن هذه الأهداف هى معطيات المرحلة الحالية ولأن التنمية الشاملة عادة ما تبدأ بدراسة الحيز العمرانى، وتقوم بمسح الإمكانات المتوفرة لها وبعدها يتم وضع المخططات العامة والشاملة والهيكلية للتنمية، التى تتم ترجمتها إلى مخططات تفصيلية من شبكات للبنية الأساسية، التى تحتوى على الطرق والكبارى ومحطات مياه الصرف الصحى والمساكن والخدمات اللازمة بهدف نجاح فكرة التنمية وتواصلها بعد ذلك مع التوسعات التى تم عمل حساباتها فى هذه المخططات ونوع استخدامها.



١٥ مهمة عمل فيها مدبولى وهو وزير للإسكان أهمها تولى مسئولية رسم سياسة الإسكان والمجتمعات العمرانية فى مصر خلال السنوات الأخيرة ودراسة وإعداد خطط وبرامج التنمية العمرانية، والإشراف على مشروعات تخطيط المدن والقرى والإسكان بمختلف أنواعه ومستوياته وفقًا للسياسة العامة للدولة.



كما تولى مدبولى مهام دراسة وإعداد خطط ومشروعات مياه الشرب والصرف الصحى والإشراف على تنفيذها وتصميماتها وتشغليها وإدارتها.



وأشرف على دراسة وإعداد التخطيط الإقليمى الشامل للمناطق ذات الأولويات الاقتصادية والاجتماعية.



وتولى دراسة وإعداد خطط التنمية العمرانية للمدن والقرى والمجتمعات الجديدة والصحارى بما يكفل الاستفادة من إمكانات الموقع الجغرافى وإمكانات البيئة ومتابعتها وتذليل ما يواجهها من عقبات مادية أو فنية، ومدرب على إعداد الأبحاث الفنية والتطبيقية فى مجالات أنشطة الوزارة بما يكفل مسايرة التطوير العلمى فى الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ووضع خطط برامج تنفيذها، وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك.



ووضع المعايير والنماذج والمعدلات فى مجال الإسكان وأسس تصميم وشروط تنفيذ الأعمال الإنشائية وأعمال البناء، طبقًا لأحكام القانون والقرارات الصادرة فى هذا الشأن، والعمل على استحداثها باستمرار وفقًا للتقدم العلمى فى هذا المجال وضع التصميمات اللازمة لمشروعات المبانى العامة ومبانى الإسكان والإشراف على تنفيذها، واقتراح السياسة العامة فى مجال صيانة المبانى العامة والإسكان وإجراء الدراسات اللازمة لاستثمار المال العربى والأجنبى الداخلة فى مجال اختصاص الوزارة، وفقًا للقواعد المقررة قانونًا، والعمل على توفير مستلزمات البناء الأساسية واحتياجات قطاعى التشييد والمرافق، وذلك بالتعاون مع الوزارات والهيئات والجهات المعنية تنظيم وتنسيق أنشطة الجهات والهيئات العامة والأجهزة، التى تعمل فى مجالات الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية وضع برامج التدريب فى مجالات اختصاص الوزارة بهدف توفير العمالة الفنية فى مختلف المستويات بما يحقق رفع الكفاية الإنتاجية فى هذه المجالات.



تنظيم الاشتراك فى المؤتمرات والاجتماعات والحلقات الدراسية المحلية والدولية المتعلقة بمجالات اختصاص الوزارة ورسم السياسة العامة لتنشيط القطاع التعاونى وتنميته وتطويره لتحقيق الأهداف المقررة فى مجال نشاط الإسكان والمجتمعات العمرانية، وتقديم العون بمختلف صوره للجمعيات التعاونية للإسكان وإحكام الرقابة عليها وتقديم العون الفنى فى مجالات اختصاص الوزارة للمحليات ومتابعتها، والإشراف والتفتيش الفنى على أعمال التخطيط والتنظيم بالوحدات المحلية وتوجيه وتطوير وتشجيع نشاط القطاع الخاص فى مجالات الإسكان المختلفة سواء بالمحليات أو بالمجتمعات العمرانية، وذلك فى إطار تحقيق أهداف وسياسات الوزارة، التى تقوم على خدمة المواطن والدولة المصرية.



كل هذه المقومات التى كان يقودها الدكتور مدبولى جعلت منه وزيرًا للإسكان والمجتمعات العمرانية ناجحًا أهلته لرئاسة وزراء مصر.



بحكم معرفتى القديمة واللصيقة برئيس الوزراء الجديد أرجو أن يمنح رجالات الإعلام والصحافة بعض الوقت حتى تدور عجلة الإنتاج فى دولاب العمل الوطنى، وقد يستغرق هذا وقتًا لأننا إزاء رجل مسئول يجيد العمل والإنتاج وليست هوايته الكلام وفى نفس الوقت أطالبه أيضًا بأن يكون للرأى العام مكان دائم وسط مشغولياته الكثيرة والثقيلة ولا يضيق صدره حتى من بعض الانتقادات من هنا أو من هناك لأن الفترة القادمة تريد رئيسًا للوزراء يصب فى خانة المواطن، وهذا ما يسعى إليه الرئيس السيسى فى ولايته الجديدة.