ولم ينتبه الأب أن أعز الأحباب صاروا عدواً له.. سقط في الغفوة التي يسقط فيها ملايين الآباء والأزواج وهي عدم تصديق الإنذار الإلهي.. وكذلك عدم استخدام السلاح السري الذي كشفه لنا الله لكسب هذه المعركة وهو الحذر.. ثم نعفو ونصفح ونغفر.. لذلك خسر الأب المعركة فقتله زوجته وابنه وابنته..!
هذه الغفوة التي نسقط فيها تتحول إلي جرائم إنسانية تهز المجتمع كان آخرها ما نشرته الصحف منذ شهور عن كارثة زوج شاب وزوجته من أسرة كبيرة لديهما ٣ أطفال دخلا في مشروع مالي فاشل وأصبحا مدانين بمليون جنيه وسط غفوة الآباء والأمهات عن متابعة مشاكل أولادهما حتي بعد زواجهم.. مما جعل هذين الزوجين ألعوبة في أيدي الشيطان الذي هداهما لحل خطير لمشكلتهما.. وهي أن يصيرا عدوين لوالدي كل منهما.. دسا السم لهم في وليمة طعام بهدف أن يقتلوهم ويرثاهم ويحلا مشكلتهما المادية، وتشاء إرادة الله ألا يقتل السم سوي أطفالهما الثلاثة ويعيش الآباء والأمهات ومازالوا يتلقون العلاج حتي الآن مع حسرتهم باكتشافهم تحول أولادهم إلي أخطر عدو لهم في الحياة لانهم لم يصدقوا الانذار الإلهي كما ذكر لنا في الآية الكريمة »إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»‬.
إن الملايين في انحاء العالم يعيشون هذه المأساة الرهيبة.. تحت وطأة الغلاء العالمي الذي يحول أعز الاحباب إلي وحوش ضارية أن كثيرا من الاباء اليوم أصبح لديهم شعور بأنهم لم يعودوا في نظر أزواجهم وأولادهم سوي »‬خزينة مال» فقط عندما تفرغ يتبخر الحب ولود.. ولا يجدوا سوي الجحود ثم العداء والبغض وتبدأ المعركة الغامضة التي حذرنا منها الله.
إن كانت الأمم الأخري لا تعرف كيف تدير هذه المعركة بسبب المادية التي تسيطر علي حياتهم فإننا في مصر وأمة محمد كلها.. هدانا الله في الآية الكريمة للسلاح السري لكسب هذه المعركة..
وهي في الحقيقة معركة مع الشيطان.. الذي يستغل حالات الضعف الإنساني للأزواج والأولاد فيحولهم إلي العدو..
والسلاح السري الإلهي هو أن نحذر .. ثم نعفو ونصفح.