احمد العطار
الخط المستقيم .. حكومة تستكمل المسيرة
حكومة الدكتور مصطفي مدبولي أعتقد أنها اكثر حظا من حكومة المهندس شريف اسماعيل وربما افضل حالا من كل حكومات مصر المتعاقبة التي وصلت سدة الحكم وادارت شئون البلاد بعد احداث يناير الشهيرة .. فالدكتور مدبولي واعضاء حكومته تولوا المسئولية وقد عبدت أمامهم الطرق وأزيلت المتاريس وذللت العقبات وتحطمت علي صخرة شريف اسماعيل أغلب التحديات واتخذت اصعب القرارات والاجراءات .. مدبولي وزملاؤه يتسلمون البلاد وهي في أفضل حالاتها سياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا .. الاوضاع مستقرة والحالة آمنة بعد تحقيق انتصارات مظفرة علي عصابات الارهاب والعملية الشاملة تحقق كل يوم نصرا جديدا في سيناء وتحصد مزيدا من رؤوس الارهاب والتطرف .. اقتصاديا معدل النمو يتصاعد والاحتياطي النقدي يقترب من 45 مليار دولار لاول مرة في تاريخ البنك المركزي المصري وخزائن البنوك عامرة ومتخمة بمليارات الدولارات التي ودعت بلاطة المصريين في الصعيد والدلتا عقب زلزال تحرير اسعار الصرف وتعويم الجنيه .. انتاج البترول والغاز في تصاعد سريع ونقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي للغاز ونستعد لتصديره ليتوقف واحد من اخطر صنابير الاستنزاف الدولاري التي ارهقت ميزانية الدولة في السنوات الاخيرة . فضلا عن استمرار عمليات التنقيب وسط تفاؤل كبير باكتشاف المزيد من الحقول العملاقة في مياه المتوسط وربما نعثر قريبا علي حقول من عيار " ظهر " .. المشروعات القومية الكبري تدخل الخدمة تباعا..پالعاصمة الادارية الجديدة تقترب .. ونقطع شوطا لاباس به في انجاز حلم زراعةپالمليون ونصف المليون فدان .
كل هذه المؤشرات والمعطيات تؤكد بما لايدع مجالا للشك اننا بصدد حكومة ستجني ثمار مازرعته الحكومات السابقة وعلي رأسها حكومة شريف اسماعيل التي ستدخل التاريخ وتعبر موسوعة جينيز بما اتخذته من قرارات وخطوات شاقة وصعبة للغاية .. حكومة مدبولي علي موعد مع السعادة والرفاهية والازدهار اذا ما أحسنت البناء علي ما تم في الاربع سنوات الاخيرة .. وربما ابرز اسباب تكليف مدبولي بتشكيل الوزارة سرعته في الانجاز وجودته في المواصفات وقدرته علي تحدي الصعاب وقهره للمستحيل .. فما تحقق في ملف الاسكان والعمران في عهده يفوق الخيال وفي وقت قياسي .
والسؤال الذي يشغل بال ملايين المصريين التواقين الي لحظات الراحة والسعادة بعد طريقپطويل شاق ملئ بالمطبات الصعبة .. هل نشعر بالتغيير قريبا .. هل تنخفض الاسعار .. هل تزيد الاجور .. هل تستعيد الاسواق انضباطها .. هل ينصلح حال التعليم .. هل تتحسن الرعاية الصحية .. هل يتضاعف انتاجنا الصناعي والزراعي .. هل تزيد صادراتنا وتتراجع وارداتنا ويستعيد الجنيه المصري قوته وعنفوانه ؟!!
اسئلة كثيرة واحلام عظيمة وامنيات وطموحات مشروعة تراود شعب يتجاوز تعداده المائة مليون نسمة مع قدوم حكومة جديدة .. قد يراها البعض دربا من المستحيل ان تتحقق جميعها في وقت قصير .. لكن الامل كبير في نقلة حياتية نوعية تقفز بنا للامام ولاتعود بنا للوراء .
واذا كان الدكتور مدبولي هو النسخة الشبابية الحديثة للمهندس ابراهيم محلب .. فاننا ننتظر مزيدا من الحركة والحيوية .. ننتظر تحركات في الشوارع وميادين العمل وداخل المصالح الحكومية تلهب حماس الوزراء والمحافظين وكل المسئولين .. نريد ان نشعر بتغيير حقيقي وفي الاتجاه المأمول .. شعور يصل الي كل قرية ونجع وكفر في انحاء مصر. تغيير يقوده اصغر مسئول في الوادي الجديد ومطروح ورفح وحلايب وشلاتين .. لانريد ان تتوقف رياح التغيير والتطوير عند شارع قصر العيني او مقرات الوزارات فقط .. تغيير يشعر به الفلاح في حقله .. والعامل في مصنعه .. والموظف في مصلحته الحكومية .. وعسكري المرور في الشارع .