المصرى اليوم
محمد أمين
ليلة بكى فيها «ميسى»!
قيل إن ثعلب الماء «تنبأ» بنتيجة مباراة مصر وروسيا.. فقد أعطوه كرتين، واحدة تحمل علم مصر، والأخرى تحمل علم روسيا، فاختار كرة روسيا، وانهزمت مصر فعلاً بثلاثية مؤسفة.. لكن لا يمكن أن يتخيل أحد ولا ثعلب الماء نفسه، أن تكون الأرجنتين ضحية لكرواتيا بثلاثية قاصمة، كما رأينا.. لدرجة أن البعض تصور أن الأرجنتين سوف تقدم طلباً للجامعة العربية!
فقد كنا منحازين للأرجنتين أثناء المباراة.. وكنا نشجعها كأن مصر هى التى تلعب.. ولهذا كانت صدمة الجماهير أشبه بصدمتها فى مباراة مصر.. وخرجت القفشات تربط بين الأرجنتين ومصر وميسى وصلاح وسامباولى وكوبر.. مع الفارق الكبير جداً بين المنتخبين.. هو أنا من زمان مع الكرة البرازيلية والأرجنتينية.. وكانت ليلة سقوط الأرجنتين تذكرنا بمصر!

أنت هنا فى كأس العالم، حيث التغيير السلمى للسلطة.. عروش تسقط.. وعروش تنهض.. والبورصة لا تعرف المشاعر.. واتحادات الكرة تقيل المدربين وتتعاقد مع آخرين.. إنه موسم التقلبات فى عالم كرة القدم.. فمن يتخيل أن يكون كأس العالم بلا منتخب ميسى؟.. ومن يتصور أن تخرج البرازيل مثلاً؟.. هذه هى مفاجآت كرة القدم.. لا مكان للكسالى أو المستهترين!

أصعب شىء أن تدخل مباراة وأنت تعرف أنها محسومة.. وأصعب شىء أن تستهين بالخصوم وأن تعتمد على تاريخك وميراثك القديم.. احترام الخصم شىء جوهرى.. احترمتنا الأوروجواى فهزمتنا.. لو استخفت بنا دقيقة لهزمناها.. أما روسيا فكانت تحافظ على سمعتها ومكانتها وأرضها وجمهورها.. وهذه تكفى للانتصار.. وهكذا تتغير الأنظمة الكروية فى العالم الآن!

النظام العالمى الكروى أكثر ديمقراطية من النظام السياسى.. الفيفا شىء والأمم المتحدة شىء آخر.. فى عالم الكرة ليس هناك سيطرة أمريكية.. قد تأتى أمريكا فى ذيل العالم.. ليست من ملوك الكرة.. ولكنها فى السياسة تعيش حالة بلطجة تفرضها.. لو مارستها فى ملاعب الرياضة سوف تنكشف.. سوف يحكم عليها الجمهور فى الحال.. لكنها لا تجيد اللعب على المكشوف أبداً!

الآن نحتاج لإعادة هيكلة الأمم المتحدة على طريقة كأس العالم.. فلا ينبغى أن تتحكم أمريكا بالحق وبالباطل فى النظام العالمى.. يجب أن تخضع للديمقراطية بشكل يشبه ما يحدث فى كأس العالم.. فلا البرازيل تتحكم ولا الأرجنتين تفعل.. ولا فرنسا تتحكم ولا إنجلترا.. إيطاليا نفسها لم تصعد.. المناخ فى الفيفا يسمح بصعود وهبوط الكبار.. المنافسة ضرورية جداً للحياة!

وأخيراً، هناك دروس من تجارب كأس العالم.. فهناك عروش تسقط باستهتارها واستخفافها وعدم تقدير جماهيرها.. وهناك عروش ناشئة، لأنها بذلت العرق والدموع.. وقد رأينا عصبية ميسى.. ورأينا ليلة بكى فيها منتخب الأرجنتين.. تأثرنا به جداً.. لأنها تذكرنا بما حدث فى مصر!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف